الصحراء زووم : محمود الركيبي
شرع مجموعة من تجار بيع مواد البناء و الاسمنت بالعيون ، في جمع التوقيعات لفضح مافيا الاسمنت و المتواطئين معها، الذين فتحوا باب المضاربة بهذه المادة، التي أضحت نادرة بمدينة العيون، حيث استغل ثلاثة أشخاص حصلوا في ظروف مشبوهة على رخص نقل وبيع هذه المادة بالجملة الإعفاء الضريبي الذي يمتاز به معمل الاسمنت بإقليم العيون، لتهريب أطنان من الاسمنت نحو مدن طانطان وكليميم و نواحيها ثم تزينت إلى أكادير بدون تأدية الرسوم الضريبية، في حين يستفيد هؤلاء من المواد الاولية الحصرية من آيت باها نحو العيون.
و تشير مصادر مطلعة أن شبكة تعمل على تهريب مادة الاسمنت من العيون نحو المدن المذكورة، و تملك هذه الشبكة أسطولا من النقل، يفوق 100 شاحنة من الحجم الكبير حصل أصحابها على الرخص بطرق ملتوية، ثم يستفيدون من نقل المواد الاولية ، في حين تشير أصابع الاتهام إلى مسؤولين بمعمل الاسمنت المتواجد بطريق الشاطئ، و الذي أصبح في حاجة ملحة لزيارة من طرف لجن تفتيش للوقوف على حجم الاختلالات، و إنصاف محلات بيع مواد البناء بعد جملة خروقات مافيا الاسمنت التي أتت على الخضر و اليابس، دون أن تحرك ضمائر المسؤولين ساكنا.
الكل مستفيد من كعكة الإسمنت هذه من خلال اتباع خطوات تتمّ دراستها بعناية و توفير الجوّ المُلائم لها من طرف هؤلاء السماسرة لخلق الندرة والفوضى معا، ومن ثمّة التحكّم في أسعار الإسمنت في السوق. على الرغم من تأكيد تجار مواد البناء على استدراك الخروقات، إلاّ أنّ المُضاربين لا يُؤمنون إلاّ بقانون واحد، قانون الإحتكار نحو الربح السريع.
إلى جانب كل هذا تشهد عملية التزوّد بالإسمنت، فوضى لا مثيل لها، حيث إنّ إدارة المعمل لا تحترم المواعيد، ليضطر الباعة إلى الانتظار لساعات قبل التمكّن من التزود بكمية الشحن الخاصّة بهم.
في نفس السياق، فإن المارّ عبر الطريق المُؤدية إلى هذا المعمل، يُلاحظ العدد الكبير من الشاحنات المصطفة في الطريق تنتظر دورها بيأس، في حين أن اصحاب النفود يسجلون دورهم قبل وصولهم لمدينة العيون حيت تنتظرهم أدوارهم المحفوظة سلفا.
و تضيف مصادر عليمة بما يجري بمعمل الاسمنت، أن فئة المُضاربين تستغل وبشكل حصري نقل المواد الاولية ، حيث تلعب الخبرة والمال الوفير دورا كبيرا في الاحتكار من أجل الحصول على أكبر قدر من الأرباح التي تعدّ بمئات الملايين في العملية الواحدة وسنوفيكم بتفاصيل أخرى بخصوص هذا الملف في تحقيق صحفي قادم...