الصحراء زووم : أحمد الساسي

انطلقت مساء اليوم بقصر المؤتمرات أشغال الملتقى التاريخي والأول من نوعه بإقليم العيون والمخلد للذكرى 62 لتأسيس منظمة الشبيبة الاستقلالية، وسط حضور وازن ومكثف لمناضلات ومناضلي حزب الاستقلال، الذين تجاوزعددهم 6000 شخص شاركوا في انجاح ملتقى أطر وكفاءات المنظمة المنعقد تحت شعار: "الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد".

وترأس وفد القيادة الحزبية المؤطرة للمؤتمر السيد "سيدي محمد ولد الرشيد"  عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمسؤول الوطني عن الهيئات والتنظيمات الموازية وهيكلة الروابط المهنية، وبحضور شخصي وبارز لعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث السيد "مولاي حمدي ولد الرشيد" ، إلى جانب المفتش الجهوي للحزب السيد "أحمد الحكوني" والسيد "منصور لمباركي" المسؤول الوطني عن التواصل الداخلي وطنيا، بالإضافة للكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية السيد "عمر العباسي" والكاتب الوطني للشبيبة الشغيلة المغربية السيد "ناصر بن حميدوش"، والكاتب الوطني لمنظمة التربية والتخييم ATT  السيد "محمد الهاني".

حيث أفتتح الملتقى بتلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الصغير والفائز بجوائز دولية "محمد سالم اندور"، لتلقى كلمة ترحيبية من مقدم فقرات الملتقى السيد "مراد بلاح" بالوفد القيادي لحزب الاستقلال وبالحضور الجماهيري الباهر لمناضلات ومناضلي الحزب .

عقب ذلك استهل السيد "مولاي حمدي ولد الرشيد" عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث كلمته بالترحيب بالوفد القيادي للحزب وبمناضلات ومناضلي الحزب الذين جاءوا ملبين دعوة المشاركة في المؤتمر الأول من نوعه، عقب الانتهاء من محطة المؤتمر 17 للحزب، شاكرا في ذات الوقت العمل الذي تقوم به المجالس المنتخبة التي يسهر حزب الاستقلال على تسييرها وتدبيرها النوعي بجهة العيون الساقية الحمراء من خلال حكامة إدارية وتنموية نموذجية .

ولد الرشيد عبر عن فخره واعتزازه الكبير بالحضور الكثيف والوازن الذي غصت به جنبات قصر المؤتمرات بالكامل، والذي يعكس بشكل واضح وجلي قوة الحزب بمدينة  العيون بشكل خاص والأقاليم الجنوبية بشكل عام .

كما عرج ولد الرشيد خلال معرض حديثه على المستجدات والمحطات التي شهدها الحزب بعد الحدث التاريخي، الذي مر في أجواء انتخابية ديمقراطية وشفافة، مفندا بذلك كل الادعاءات والأقاويل المغرضة التي كانت تمني النفس بأن تنعكس محطة المؤتمر 17 عشرا على تماسك وتراص مناضلي ضمير الأمة وتنسف هياكله التنظيمية.

وأوضح ولد الرشيد أن الملتقى الوطني للأطر والكفاءات هو مناسبة لمناقشة قضايا تهم الوطن والمواطن والمجتمع بعد القرار الجائر لمحكمة العدل الأوروبي حول اتفاقية الصيد البحري بين المملكة والاتحاد الأوروبي، حاثا مناضلي ومناضلات الحزب في مختلف روابطه المهنية ومنظماته الموازية على عقد لقاءات مكثفة ودورية من أجل مناقشة مختلف المواضيع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تهم المواطنين .

وفي كلمة رئيس ملتقى أطر وكفاءات حزب الاستقلال، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب والمسؤول الوطني عن الهيئات والتنظيمات الموازية وهيكلة الروابط المهنية السيد "سيدي محمد ولد الرشيد"، ج الترحبب بضيوف العيون الكرام من أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، شاكرا إياهم على تلبية الدعوة وتجشم عناء السفر للمشاركة بفعاليات الملتقى، معلنا ملأ السمع والبصر وعلى رؤوس الأشهد أن سنة 2018 ستكون سنة التنظيم والهيكلة والتفكير بصوت عال وجماعي، حتى يستعيد حزب علال الفاسي مكانته الطبيعية بالحياة السياسية كفاعلا رئيسيا يزخر بكفاءات وأطر مؤهلة ومتمرسة قادرة على حمل المشعل وكسب الرهانات ورفع التحديات، من خلال فكر واقعي وتعادلي يروم تحقيق العادلة الاجتماعية والمجالية على كافة المستويات .

وفي هذا السياق أعرب ولد الرشيد أصالة عن نفسه وباسم المجتمعين بالملتقى عن تهانيه القلبية الحارة لجلالة الملك محمد السادس على نجاح العملية الجراحية، راجيا من المولى العزيز أن يديم عليه نعمه ظاهرة وباطنه، وأن ينعم عليه وكافة أفراد الأسرة العلوية الشريفة بموفور الصحة والعافية .

كما نوه ولد الرشيد بالبلاغ الصادر عن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والذي عبر الحزب من خلاله عن رفضه القاطع للقرار الصادر عن محكمة العدل الأوربية، والذي يمس الوحدة الترابية التي تبقى خطا أحمر لا مجال فيه للمساومات والتنازلات، معتبرا أن هكذا قرارات لن تكبح إرادة المملكة في مواصلة مسيرة البناء والتشييد بالصحراء، ولن توقف عجلة التنمية التي أطلقها جلالة الملك بشأن المشروع التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية .

ليختتم سيدي محمد ولد الرشيد مداخلته في هذا الملتقى والذي أشرف على رئاسته بالدعوة لتعميق التنسيق ورص الصفوف وتعزيزه بالكفاءات والنخب القادرة على تنزيل سياسات عمومية تخدم الوطن وشبابه بشكل خاص .

وتجدر الإشارة الى أن مداخلة ولد الرشيد عرفت  تفاعلا استثنائيا ومنقطع النظير من الحضور الذي قاطعه أكثر من مرة بالتصفيق، حيث شكلت كلمته تشريحا دقيقا للواقع السياسي بالمنطقة بشكل كامل واضعا أصبعه على الجرح ومبرزا الأعطاب التي ينبغي الإنكباب على معالجتها وحلحلتها  بشكل عاجل وأني، خاصة مايتعلق بدحر شبح البطالة في صفوف الشباب والنهوض بالمنظومة التعليمية والصحية على مستوى كافة ربوع المملكة .

عقب ذلك عبر الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية السيد "عمر العباسي" خلال مداخلته عن انبهاره بمستوى التنظيم وبعدد الحاضرين من مناضلات ومناضلي حزب الاستقلال، الذين أبوا إلا أن يشاركوا في أشغال الملتقى الخاص بإقليم العيون.

منوها في ذات السياق بالنموذج الرائد الذي كرسه حزب الاستقلال من خلال تولي تدبير الشأن العام بمدينة العيون والذي يشرف عليه السيد "مولاي حمدي ولد الرشيد" شخصيا وكي أسهم ذلك في اكتساح حزب الميزان  للمشهد السياسي بالمنطقة.

كما عرج على التطورات والمستجدات التي يواجهها المغرب في تدبيره لملف الصحراء، مؤكدا أن حزب الاستقلال كان دائما سباقا في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مشيدا بالمستوى العالي الذي يميز مناضلات ومناضلي الحزب في نشر مبادئ المواطنة الحقة وتوعية كافة المنخرطين والمنخرطات وتكوينهم في سبل المرافعة والدفاع عن مغربية الصحراء وإجهاض عديد المؤامرات التي حيكت ضد الوحدة الترابية .

لتختتم أشغال الملتقى المخلد للذكرى 62 لتأسيس منظمة الشبيبة الاستقلالية بتلاوة السيد "منصور لمباركي" المسؤول الوطني عن التواصل الداخلي لحزب الاستقلال "برقية ولاء وإخلاص" مرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حملت توصيات الملتقى ومتمنيات الحضور الكريم بالشفاء العاجل لجلالته مرفوقة بـ"بيان العيون" المتمخض عن نقاشات عميقة ومستفيضة استمر على مدى انعقاد ملتقى "أطر وكفاءات المنظمة".

Tweet