الصحراء زووم : محمود الركيبي

ترأس زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي قبل قليل إجتماعا  لهيئة أركان جيشه والذي خصص لمناقشة مستجدات نزاع الصحراء وقرار القوات المسلحة الملكية صباح اليوم إعلان الدرجة القصوى في صفوفها .

وحسب ما رشح من هذا الإجتماع فقد دعت قيادة الجبهة كافة أفرادها الى الإلتحاق بالنواحي العسكرية التابعين لها، ومن المرتقب أن تصدر هيئة أركان البوليساريو يبرز الخطوات التي تعتزم اتخاذها في قادم الأيام .

هذا وكانت القوات المسلحة قد أعلنت صباح اليوم إلغاء العطل في صفوفها ودعوتهم للإلتحاق على وجه السرعة بثكناتهم العسكرية، الى جانب تسيير  طلعات جوية تراقب المنطقة العازلة على طول الجدار الرملي .

وبالرغم من حجم الإستنفار والتهديدات المتبادلة بين الجانبين والتي تقترب  من حافة الهاوية، فإن عديد المراقبون لايخفون وجود مأرب سياسية من هذه التحركات، وخاصة ما يتعلق بالضغط على أعضاء مجلس الأمن الدولي وتسجيل نقاط رابحة على حساب الطرف الأخر، واستكشاف الموقف الأمريكي في ظل الإدارة الحالية والذي تلبده الكثير من الشكوك والريبة عقب الخطوة والتصريحات المفاجأة للسفير الأمريكي بالجزائر، الى جانب الإحاطة الملغومة لهورست كوهلر والسمة الحقوقية الطافحة لتقرير أنطونيو غوتيريس .

وتأتي هذه التحركات من المغرب بهدف إجهاض خطط يهدف كوهلر لتنزيلها خارج الإطار الناظم للنزاع، ومحاصرة أي تحرك يروم تغيير مراقبة الوضع الحقوقي بالصحراء، أو الزج بالإتحاد الإفريقي والأوربي في حل النزاع، كما تبتغي المملكة من  هذه التحركات قطع الطريق على أي ضغوط لإطلاق جولة خامسة من المفاوضات  المباشرة وهو ماحث عليه غوتيريس في تقريريه الأخير .

في المقابل تروم جبهة البوليساريو رفع السقف وأنها مستعدة لكافة الخيارات بما فيها الإنقلاب على مخطط التسوية، وتبقى الجولة الخامسة من المفاوضات والتأسيس على ما وصلت له الجولات السابقة مع روس وإرث جيمس بيكر مسألة مصيرية لجبهة البوليساريو، وتهدف البوليساريو من تحركاتها الى خلق نوع من التوزان في الضغوط الممارسة على أعضاء مجلس الأمن الدولي والذي تبقى الولايات المتحدة الأمريكية كفته الراجحة والحاسمة .

Tweet