الصحراء زووم : أحمد الساسي

احتضن المدرج العام لكلية الحقوق أكدال مساء اليوم بالرباط أشغال وفعاليات الندوة الوطنية المنظمة من طرف المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني بشراكة مع كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية أكدال تحت عنوان "التطورات الجديدة في ملف الصحراء: تشخيص وسيناريوهات" تميزت بحضور بارز لأقطاب الشخصيات الممثلة للأقاليم الجنوبية.

وأطر محاور الندوة الوطنية الهامة كل من رئيس جهة العيون الساقية الحمراء السيد"سيدي حمدي ولد الرشيد" ورئيس جهة الداخلة وادي الذهب السيد "الخطاط ينجا" الى جانب كل من الخبير الإعلامي سعيد الخمسي والأستاذ محمد بودن واستاذ العلوم السياسية د.حسين اعبوشي بالإضافة للأستاذ الشرقاوي الروداني وواستاذ الدراسات السياسية والدولية عبد الرحيم المنار اسليمي.

وقدم  السيد "سيدي حمدي ولد الرشيد" خلال مداخلته عديد المعطيات التاريخية التي تعزز الموقف المغربي مبرزا جل المؤامرات الحثيثة التي تتصدى للدبلوماسية المغربية وتعيق المسلسل الأممي في إيجاد حل لهذا الصراع الذي عمر طويلا.

كما أوضح ولد الرشيد أثناء رصده لكرونولوجيا الأحداث التي شهدها الملف عمق الإشكال الذي يبقى حجر العثرة أمام تقريب وجهات النظر المختلفة بين الفرقاء السياسيين المتدخلين في هذا النزاع.

وتطرق ولد الرشيد للمستجدات والتطورات التي يشهدها الملف في الٱونة الأخيرة معتبرا أنه يعيش أصعب لحظاته خاصة بعد خرق البوليساريو المتكرر لإتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو سنة 1991 بالمنطقة العازلة شرق الجدار الرملي.

وأسهب في القول أن المملكة المغربية كانت جادة في طي النزاع باقتراحها للحكم الذاتي سنة 2007 والذي حظي بإشادة خاصة من جميع  القوى العظمى بالعالم والمنتظم الدولي خاصة وأنه يعتبر أخر تنازل يمكن أن يقبله المغرب في المساومة على وحدته الترابية.

كما ذكّر بمخرجات المحادثات الأخيرة  التي شارك فيها كممثل للساكنة و التي جمعته بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة"هورست كولر" ضمن الوفد الذي يقوده وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة وسفير المملكة لدى الأمم المتحدة السيد عمر هلال، قبل أن يشير إلى مجابهته لخصوم الوحدة الترابية للمملكة بالقارة العجوز، عقب قرار المحكمة الأوروبية الجائر بشأن اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، ليشن هو الأخر حربا دبلوماسية شرسة للدفاع عن مصالح ساكنة الأقاليم الجنوبية وعن سيران الاتفاق مع المنتظم الأوروبي.

معتبرا أن ملف الصحراء تقف أمام حله الجزائر بشكل مباشر وبأن هذه الأخيرة تبحث جادة لعرقلة المسلسل التنموي الذي تنهجه المملكة في الأقاليم الجنوبية من خلال الضغط وتوجيه قيادة البوليساريو للوقوف في وجه مصالح ساكنة هذه الأقاليم.

كما عبر من خلال مداخلته عن أسفه البالغ حين يردد الإعلام الدولي بأن البوليساريو ممثل شرعي ووحيد لساكنة الصحراء، فيما الواقع يثبت تناقضات واضحة في المصطلح من خلال نسب المشاركة المرتفعة في الانتخابات بجهتي العيون والداخلة، والتي تفرز و بشكل ديمقراطي الممثل الحقيقي للساكنة.

 لافتا الى أن الملف يعرف مدا وجزرا هذه الأيام بأسوار مجلس الأمن  بنيويورك، وحربا دبلوماسية محتدمة لتغيير نص القرار لصالح دول مناوئة للموقف المغربي، وهو ما ستعمل الدبلوماسية الوطنية على إجهاضه وعدم تمريره، وهو التقرير الذي  يرتقب أن يناقشه أعضاء المجلس في 29 من الشهر الجاري.

ليتعاقب بعد ذلك كل الدكاترة والأساتذة المحاضرين على المداخلات التي صبت مجملها في ذات السياق، مجمعين على ضرورة تنوير المجتمع المغربي بأكمله بخبايا قضيتهم الوطنية الأولى وتحذيره من المؤامرات والمغالطات التي ينشرها خصوم المملكة دوليا.

Tweet