الصحراء زووم : احمد الساسي

يحتضن مقر الأمم المتحدة بنيويورك، منذ يوم أمس الأربعاء، أشغال الدورة الـ12 من الاجتماع الاستشاري السنوي المشترك لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي يرأسه الجزائري اسماعيل شرقي.

ويأتي تنظيم الاجتماع الاستشاري، بعد أسبوع فقط من تقديم، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، لإحاطته الإعلامية إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في أديس أبابا، والتي أكد من خلالها على أن الاتحاد الأفريقي؛ أهم شريك استراتيجي بين الأمم المتحدة ومنظمة إقليمية في مجال السلم والأمن والتنمية وحقوق الإنسان.

 ويهدف، اللقاء المنعقد، الى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل حلحلة النزاعات والملفات الشائكة بالقارة الإفريقية كالصراع القائم بإفريقيا الوسطى، والملف الليبي، وجنوب السودان..

ويستبعد مراقبون دوليون، تطرق الجانبان لملف نزاع الصحراء، الذي يفرض بشأنه المغرب وجهة نظره،  من خلال حصرية النقاش والتباحث في تفاصيل حلحلته من طرف منظمة الأمم المتحدة الدولية، لوحدها لا غير.

وكانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، قد وقعتا على إطار مشترك، يروم تعزيز الشراكة في مجال السلم والأمن، أبريل من العام الماضي، الى جانب الإطار المشترك، لتنفيذ جدول أعمال أفريقيا 2063، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030 في يناير 2018.

وفي هذا الإطار، أكدت ساله زوود، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي (UNOAU)، يوم أمس الأربعاء، بأن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، "ليست خيارا بل ضرورة" لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالسلام والأمن بإفريقيا.

وأشارت زوود، التي كانت تطلع مجلس الأمن الدولي، على تقرير الأمين العام حول تعزيز الشراكة بين المنظمتين، الى جانب أهم الإكراهات والمعيقات التي تواجه عملها بالمنظمة، "إن التحديات المعقدة للسلام والأمن التي نواجهها في أفريقيا، لا يمكن للأمم المتحدة ولا الاتحاد الأفريقي التصدي لها بمفردها".

كما أوضحت، المسؤولة الأممية، بأن المنظمتين أعطتا الأولوية لتطوير شراكة استراتيجية، يمكن من خلالها التنبؤ بالتحديات التي نواجهها، مقابل الكشف عن علامات الإنذار المبكر للنزاعات الوشيكة، مضيفة بأن الشراكة "اتسمت منذ ذلك الحين بتعاون أوثق ، وتبادل أكثر انتظام للمعلومات والمشاورات ، وتنسيق للعمل المتواصل، بما في ذلك الزيارات الميدانية المشتركة".

النقطة الأساسية في التقرير المقدم، يوم أمس، أمام أنظار أعضاء مجلس الأمن الدولي، والتي أثارت اهتمام متتبعي خبايا ملف الصحراء، هي أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يعترفان باعتمادهما المتبادل، ويدعو الطرفان إلى إدراك الدور الحاسم الذي تلعبه المنظمات القارية في تسوية نزاعاتها الإقليمية، والتي يشير التقرير أنها تكون في الغالب أول من يكتشف علامات الإنذار المبكر للنزاعات الوشيكة.

Tweet