الصحراء زووم : اسماعيل الباردي

أعلن دونيس توكوزامي دلوما سفير جنوب إفريقيا في الجزائر، أنه من المنتظر أن يوقع البلدان على اتفاقية إلغاء تأشيرة الدخول إلى البلدين السنة القادمة 2019، وكشف السفير الجنوب افريقي أن المحادثات تجري بشكل جيد بهذا الخصوص، وأن من شأن هذه الخطوة أن تفتح  المجال لتكثيف تنقل المواطنين والمستثمرين بين البلدين، وترقية التبادل بينهما في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والثقافية.


 وكشف سفير جنوب افريقيا خلال لقائه برجال الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية لوهران، أن بلاده مهتمة بمساندة الجزائر في مسعاها لإنشاء صناعة للسيارات، معربا عن آماله في إنشاء شراكة بين مستثمرين جنوب افريقيين ومستثمرين جزائريين لإنشاء مصانع متخصصة في هذا الميدان، خاصة أن منطقة وهران من المنتظر أن تكون قطبا في مجال صناعة السيارات.

وتاتي هذه الخطوة في إطار تعزيز العلاقات القوية بين الجزائر وبريتوريا، والتي مافتئت تتطور وتتوسع في مختلف المجالات، في ظل تطابق المواقف والرؤى بين البلدين من القضايا الافريقية والدولية وعلى رأسها قضية الصحراء، هذا التطابق الذي يبدو واضحا من خلال التنسيق والتشاور الدائم بين مسؤولي البلدين والزيارات المتكررة المتبادلة بينهما، خاصة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية واشتداد المنافسة وصراع المحاور داخل الاتحاد الافريقي خصوصا بعد عودة المغرب، وهو ما يدفع البلدين لمزيد من التنسيق لتوحيد المواقف.

فمنذ تعبير المغرب عن رغبته في العودة للاتحاد الافريقي، كان واضحا أن جنوب افريقيا والجزائر لا تنظران بعين الرضى لهذه العودة، بالنظر الى تعارض السياسات والتحالفات بين الرباط من جهة وبريتوريا والجزائر من جهة أخرى، فهذان الأخيران من أكبر داعمي جبهة البوليساريو داخل الاتحاد الافريقي، وقد عبرا أكثر من مرة عن دعمهم الكامل لمكانتها داخل الاتحاد، ورفضهم لأي محاولة لتغيير مواقفه بخصوص قضية الصحراء، والمتبنية في اغلب قراراتها لأطروحة البوليساريو. وهما ينظران لعودة المغرب باعتبارها تندرج في إطار رغبته في التأثير على المواقف الافريقية بخصوص قضية الصحراء، و دفع الافارقة لمراجعة عضوية البوليساريو داخل الاتحاد الافريقي.

وبعد انضمامه للاتحاد الافريقي، قاد المغرب حملة ديبلوماسية مكثفة لتوسيع دائرة شركاءه داخل هذه المنظمة القارية، بغية استقطاب حلفاء جدد الى محور الرباط-داكار-ابيدجان، وتحقيق اختراق ديبلوماسي خاصة في الدول المعروفة بمواقفها المناهضة لمصالح المغرب في شرق القارة وجنوبها، وكبح جماح الدعم الذي يقدمه الاتحاد الافريقي لجبهة البوليساريو، والعمل على الحد من هيمنة محور بريتوريا الجزائر على القرار الافريقي. وكسر احتكاره للمناصب داخل أجهزة ومؤسسات المنظمة الافريقية، من خلال فرضه لشخصيات تتبنى مواقفه وسياساته.


هذا ومن المرتقب أن تشهد أروقة الاتحاد الافريقي مواجهة ديبلوماسية شرسة بين المحورين عشية القمة الاستثنائية للاتحاد، والتي من المقرر أن تعقد يومي 17 و 18 نونبر بأديس أبابا، وسيكون الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الافريقي على رأس جدول اعمال هذه القمة، والتي استبقها الملك محمد السادس بمحادثات هاتفية هامة مع الرئيس الرواندي بول كاغامي الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، عبر فيها عن دعمه لرؤيته للإصلاح المؤسساتي لهذا الاتحاد.

Tweet