الصحراء زووم : محمد كنتور

تداولت مصادر إعلامية عدة، خبر زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الجزائر الاثنين القادم، في إطار جولة عربية، في ظل غياب تأكيد رسمي للمعلومة من سلطات البلدين، وذكرت هذه المصادر ان الجولة ستشمل بعض الدول المغاربية الأخرى كتونس و موريتانيا.


وتأتي أهمية هذه الجولة الخارجية كونها الأولى لولي العهد السعودي بعد حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي بقنصلية بلاده باسطنبول التركية، حيث يعيش العالم جدلا كبيرا حول مسؤوليته في القضية، كون فريق الاغتيال كان يضم مستشارين ومقربين منه.

وإن صح خبر استثناء المغرب من جولة بن سلمان المغاربية فإن ذلك سيعزز الحديث المتداول في عدة مصادر اعلامية عن فتور في العلاقات بين الرباط والرياض، وكان رفض السعودية التصويت لملف ترشح المغرب لمونديال 2026 أبرز تعبير عن هذا الفتور، ولم تخفي السعودية امتعاضها من عدم اصدار المغرب لاي بيان يعرب فيه عن تضامنه مع الرياض بعد أزمة الصحفي جمال خاشقجي، خاصة وان الكثير من الدول العربية والاسلامية اصدرت بيانات في هذا الاتجاه، كما ان السعودية لم تبدي اي موقف بخصوص مبادرة الملك محمد السادس تجاه الجزائر في الوقت الذي أبدت فيه الكثير من الدول العربية، وأغلب الدول الخليجية ترحيبها بذلك، وهو ما يؤشر إلى مستوى الفتور الذي بلغته العلاقات بين البلدين.


وتأتي أخبار هذه الزيارة الى المنطقة المغاربية في ظل الحراك الذي تعرفه هذه المنطقة خاصة مع تسابق دولها إلى تقديم المبادرات والمبادرات المضادة، فبعد أن دعى الملك محمد السادس في 6 من نونبر الماضي الجزائر الى الشروع في اجراء حوار صريح ومباشر لتجاوز الخلافات وبناء المغرب العربي، دعت الجزائر امس الخميس عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها، الى اجتماع في أقرب وقت ممكن لوزراء خارجية اتحاد دول المغرب العربي، كما ان هذه الزيارة ستتزامن مع اجتماع جنيف مطلع الشهر القادم بخصوص قضية الصحراء، والذي دعت له الامم المتحدة الاطراف المعنية المغرب وجبهة البوليساريو وبحضور الجزائر وموريتانيا، بغية إعطاء دفع لمسار التسوية المتعثر منذ سنوات.

Tweet