الصحراء زووم : محمود الركيبي

برزت بالمشهد السياسي الموريتاني دعوات ومبادرات تطالب بتعديل الدستور بما يسمح للرئيس ولد عبد العزيز بالترشح لولاية ثالثة، وقاد هذه المبادرة مجموعة من البرلمانيين والشخصيات الموريتانية مطالبين بتعديل المواد الدستورية المتعلقة بالعهدات، والمحددة في الدستور بعهدتين فقط، على نحو يفتح أمام رئيس الجمهورية إمكانية الترشح للاستحقاقات الرئاسية القادمة.

وخرجت الرئاسة الموريتانية أمس الثلاثاء ببيان أكدت فيه أن الرئيس ولد عبد العزيز، سيحترم الدستور ولن يترشح لولاية رئاسية ثالثة، حيث تنتهي ولايته الرئاسية الثانية منتصف العام الجاري، داعية الجميع إلى وقف كل المبادرات المطالبة بتعديل الدستور، وهو موقف سبق لولد عبد العزيز ان أعلن عنه نهاية الشهر الماضي، خلال حوار مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية، مؤكدا التزامه بنصوص الدستور التي حددت العهدات الرئاسية بولايتين فقط، وهو موقف أشادت به المعارضة الموريتانية.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه عديد المراقبين ان ولد عبد العزيز لن يغادر السلطة الا ليعود اليها، وهو موقف أشار له ولد عبدالعزيز، في مقابلةٍ سابقة مع إذاعة فرنسا الدولية، حين أشار الى أنَّ الدستور لا يمنعه من التقدم لمأمورية ثالثة بعد أن يُغادر السلطة في 2019.

وكانت الساحة السياسية الموريتانية تداولت خيارات ولد عبد العزيز الذي وصفه مراقبون بانه مؤسس الجمهورية الثانية بالنظر الى التغيرات الكبيرة التي عرفتها موريتانيا، والزخم السياسي والديبلوماسي الكبير الذي عرفته في عهده، والحضور الديبلوماسي الفاعل على المستوى العربي والافريقي.

ورجح مراقبون ان يلجأ ولد عبد العزيز الى القيام بالسيناريو الروسي حين دفع الرئيس بوتين صديقه ورئيس وزرائه ميدفيديف للترشح لرئاسة روسيا، وبعد انتهاء عهدته عاد هو الى الرئاسة، ليطرح التساؤل عن من هو  الشخص الذي سيلعب دور ميدفيديف في بلاد شنقيط، ورغم ان العديد من المحللين اشاروا الى امكانية ان يدفع الرئيس الموريتاني بصديقه الشيخ ولد باية رئيس مجلس الشيوخ، والذي يعد من المقربين والموالين لولد عبد العزيز، او رئيس وزرائه السابق مولاي ولد محمد الأغظف، الا ان العديد من المحللين يرون ان الجنرال ولد الغزواني رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع الحالي صديق الرئيس ولد عبد العزيز ، وشريكه في الإطاحة برئاسة سيدي ولد الشيخ عبد الله، هو المرشح الأبرز لخلافته، رغم ذلك هناك من يرى ان ولد عبد العزيز لن يعود الى السلطة وربما يلعب دورا مختلفا في الحياة السياسية الموريتانية.

وبغض النظر ان كان ولد عبد العزيز سيعود الى رئاسة موريتانيا ام لا، الا أن هناك شبه اجماع على أن ولد الغزواني هو المرشح الأبرز لخلافة ولد عبد العزيز، وهو ما تحدثت عنه مصادر دبلوماسية غربية في داكار، حين اشارت الى ان هناك "اتفاق في نواكشوط مع ولد الغزواني من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة”، على الرغم من أنه كان مترددا في البداية في تولي منصب الرئاسة، إلا أنه وافق أخيرا لتسهيل “الخروج من القمة لصديقه عزيز” ، كما يقول أحد المعارضين الموريتانيين في باريس، والذي لم يستبعد فتح المجال أمام المعارضة بعد أن يتم انتخاب الجنرال الغزواني، من أجل تهدئة الأجواء السياسية المتوترة للغاية تحت رئاسة ولد عبد العزيز.

Tweet