الصحراء زووم : مصطفى شكيريد

اعتبر ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي أن خبر استدعاء المغرب لسفيره من الرياض "غير مضبوط ولا أساس له من الصحة"، نافيا أن يكون قد صدر عن أي مسؤول مغربي، لافتا في الآن ذاته الى أن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن مواقفها بوسائلها وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية.

ورغم أن بوريطة لم ينفي أو يؤكد وجود ازمة ديبلوماسية بين البلدين، مكتفيا بنفي "صدور خبر استدعاء السفير المغربي عن أي مسؤول مغربي"، بيد أن هذا النفي زاد الغموض المتعلق بحقيقة وجود ازمة ديبلوماسية بين الرباط والرياض، وهو ما كشفته الحرب المستعرة على مستوى الاعلام غير الرسمي في المملكتين، وعلى صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وهو ما يستدعي توضيحا من المسؤول الحكومي الأول عن تدبير الشان المتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد وعلاقات المملكة المغربية مع الخارج، وعدم ترك كرة ثلج الأزمة الديبلوماسية بين البلدين تكبر، وتكبر معها أحلام أعداء وخصوم المملكة في استغلال الأزمة لتحقيق اختراق ديبلوماسي يمس المصالح العليا للمغرب، في وقت يستعد فيه لخوض معارك ديبلوماسية شرسة بالنظر الى التحديات التي تفرضها الديناميكية التي تعرفها قضية الصحراء، في افق استعداد الأطراف لعقد جولة جديدة من المحادثات، واجتماع مجلس الأمن لمناقشة القضية، والمواقف الأمريكية المتذبذبة، وهو ما يستدعي تعزيز الموقف المغربي وتجنب "الحوادث الديبلوماسية" خاصة مع دولة لطالما اعتبرت العلاقات معها ذات طابع خاص بالنظر الى العلاقات بين العائلتين الحاكمتين في البلدين، كما كانت أكبر سند للمغرب ولموقفه من قضية الصحراء، التي تعد اكبر تحد تخوضه الديبلوماسية المغربية في التاريخ السياسي الحديث للمملكة.

وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، قد نقلت عن مسؤولين لم تكشف عن أسمائهم، خبر استدعاء المغرب لسفيره من المملكة السعودية للتشاور، وكذا انسحابه من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية، واعتبرت الوكالة الأمريكية ان قرار المغرب جاء كرد فعل على قيام قناة العربية المقربة من دوائر الحكم في الرياض، بعرض تقرير مصور عن قضية الصحراء اعتبره المغرب مسيئا لوحدته الترابية، ولسيادته على أقاليمه الجنوبية

Tweet