الصحراء زووم :محمود الركيبي

استمرارا للقاءات التواصلية الهامة، التي عقدتها قيادة حزب الإستقلال بمختلف جهات ومدن المملكة، احتضنت مدينة طانطان اليوم الاثنين لقاءا جماهيريا حاشدا عقدته قيادة الحزب مع استقلاليي واستقلاليات جهة گلميم وادنون، وذلك برئاسة الأمين العام نزار بركة، وبحضور أعضاء اللجنة التنفيذية .
اللقاء الجماهيري تميز بالكلمة بالعرض السياسي القوي للأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة الذي أبرز أن زيارة قيادة حزب الاستقلال لطانطان تندرج في إطار صلة الرحم مع ساكنة المدينة، وجهة كلميم وادنون، وكذا حرص قيادة الحزب على التواصل الدائم والمستمر مع أطر ومناضلي الحزب بالجهة، كما أنها تشكل وقفة مع الذات لتخليد ذكرى الذين قضوا دفاعا عن ثوابت الوطن، والهدف الثاني لاحتضان الجهة للقاء الجماهيري هو للدفاع عن حق ساكنة جهة كليميم وادنون في تنمية حقيقة متكاملة الأركان والشروط، مؤكدا بأنه قد حان الوقت لانصاف ساكنة الجهة، مشيرا الى أن الارقام والمؤشرات تكشف المعاناة العميقة التي لا زالت  أقاليم الجهة ترزح تحت وطأتها .

الأمين العام للحزب شدد على أن جلالة الملك محمد السادس اعطى توجيهاته بتنزيل مشروع تنموي خاص بالاقاليم الجنوبية، مانحا الاسبقية لجهات الصحراء قبل الدعوة لأعداد مشروع تنموي يهم باق ربوع الوطن، مضيفا أن البرنامج التعاقدي للنهوض بجهة كلميم تم توقيعه بتاريخ نوفمبر 2015، والذي يهدف الى تحسين ظروف عيش المواطنين، وتعزيز وتجهيز البنية التحتية، وتأهيل البنيات الاقتصادية، وضمان الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة .

مؤكدا أن هذه المخطط التنموي الواعد قد أعطيت انطلاقته بشكل فعلي بيد أنه وعلى الرغم من كل المجهودات التي بذلت يتبين وللأسف الشديد حسب نزار بركة ان ساكنة طانطان واقاليم الجهة، لازالت تتخبط في جملة من المشاكل والاكراهات، وعلى رأسها البطالة التي وصلت إلى نسبة 20 في المئة خاصة في صفوف الشباب، بالإضافة إلى الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، وتفاقم ظاهرة الهدر المدرسي، الى جانب غياب الخدمات الصحية، ومشاكل التحفيظ، وغياب ظروف الاستثمار بسبب انعدام مناخ مشجع ومحفز قادر على جذب رؤوس الاموال وتحفيز القطاع الخاص، مشددا على أن جهة كلميم واد نون يجب أن تنال حقها في التنمية على غرار باقي جهات الصحراء، مبرزا بأن حزب الاستقلال يرفض العدمية، ولكن واقع الحال يحتم مواجهة هذه الاشكالات دون تجميل ولا تنميق والانكباب العاجل والفوري لحلحلتها .

نزار بركة، وخلال هذا اللقاء قدم عرضا سياسيا مستفيضا وشاملا شرح من خلاله  واقع المشهد السياسي الحالي ببلادنا وآفاق المرحلة المقبلة، كاشفا النقاب عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة، مشيرا إلى ان المغرب يعرف تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، مؤكدا بأن مشروع الجهوية الموسعة الذي دعا إليه جلالة الملك محمد السادس، يؤسس لمرحلة جديدة في تدبير السياسات العمومية وفي ورش إصلاح هياكل الدولة وتقويتها، مبرزا  بأن رؤية الحزب للجهوية تتوخى تحقيق التعادلية المجالية وإنصاف الجهات الفقيرة، وإقرار المساواة بينها في الاستفادة من الثروات الطبيعية والاقتصادية.

الأمين العام لحزب الاستقلال انتقد خلال عرضه السياسات العمومية التي تنهجها الحكومة، واصفا هذه السياسات بالعقيمة ولم تكن لها أي آثار إيجابية على المواطنين، وأن الاحتقان الاجتماعي الذي نراه اليوم، وارتفاع الاحتجاجات هي أقوى مؤشر على فشل هذه السياسات، محذرا من خطورة تقاعس الحكومة عن أداء دورها، قائلا إنه وبعد أكثر من خمسين يوما على خطاب الملك محمد السادس الذي دعا فيه إلى التعديل الحكومي، لازالت مكونات الحكومة لم تتوصل إلى الهيكلة المطلوبة، وهو ما يعتبر استهتارا بمصالح الوطن والمواطنين، مؤكدا بأن التدبير الحكومي الفاشل لن يؤدي الا الى تكريس المزيد من الفوارق الاجتماعية والمجالية وتعميقها.

Tweet