الصحراء زووم : محمد كنتور

عقد مجلس الأمن الدولي أمس الإثنين جلسة مفتوحة  بشأن السلام والأمن في أفريقيا، بعنوان “الدبلوماسية الوقائية ومنع النزاعات وحلها في إفريقيا”، بدعوة من جنوب إفريقيا رئيسة أعمال المجلس للشهر الجاري، حيث قدم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تقريرا مفصلا أطلع من خلاله المجلس على عمل الأمم المتحدة في مجال الدبلوماسية الوقائية ومنع نشوب النزاعات وحلها في أفريقيا.



غوتيريس أكد أن الاتحاد الأفريقي شريك استراتيجي رئيسي في جميع أنحاء القارة، مؤكدا أن الأمم المتحدة تحرز تقدما في مجال منع نشوب الصراعات، جنبا إلى جنب مع شركائها في أجزاء كثيرة من أفريقيا، مشيرا إلى أن أكبر بعثات المنظمة الدولية لحفظ السلام موجودة في القارة الأفريقية، حيث يعمل هناك أكثر من 80،000 من قوات حفظ السلام، وأن أفريقيا هي الآن أكبر منطقة مساهمة بقوات، معتبرا ذلك أحد الأسباب التي تعطي قوة لهذه البعثات، من خلال تمويل قوي وولايات قوية، مثنيا على تعاون المجلس مع الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.



الأمين العام للأمم المتحدة أشار إلى أن الأمم المتحدة مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الأفريقية دون الإقليمية يعملون على منع وحل النزاعات، ضاربا المثل بالعديد من الصراعات والنزاعات التي تشهدها القارة وجهود بعثات الأمم المتحدة لمعالجة هذه النزاعات كمالي وأفريقيا الوسطى، وليبيا، وغيرها من النزاعات المنتشرة في جنوب وشمال ووسط وغرب وشرق القارة، لكن تقرير غوتيريس خلا من أي إشارة إلى النزاع الإقليمي الذي تعرفه منطقة شمال غرب افريقيا حول الصحراء، حيث لم يأت الأمين العام للأمم المتحدة على أي ذكر لهذا النزاع الذي يعتبر من أطول النزاعات في افريقيا، كما لم يشر إلى وجود أي تعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في هذا الخصوص.




يشار إلى أن مسألة تعاون ومشاركة الاتحاد الافريقي إلى جانب الأمم المتحدة في حل نزاع الصحراء تعتبر موضوع سجال ديبلوماسي متواصل بين المغرب وجبهة البوليساريو، ففي الوقت الذي ترافع هذه الأخيرة عن إشراك المنظمة الأفريقية إلى جانب الأمم المتحدة في لعب دور أساسي ورئيسي لحل نزاع الصحراء باعتبار أن النزاع يقع في القارة الأفريقية، وأطراف النزاع أعضاء في الإتحاد الإفريقي، يتمسك المغرب بموقفه الرافض لذلك مشددا على أن الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة والحصرية المخولة بمتابعة هذا النزاع والبحث عن حل له.

Tweet