الصحراء زووم : سيد احمد السلامي 

نشرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء بشكل رسمي التقرير الكامل للامين العام للامم المتحدة  "انطونيو غوتيريس"، حول الوضع في الصحراء، الذي قدمه الى مجلس الامن مطلع هذا الشهر.

التقرير تضمن تقييما شاملا للوضع بالاقليم، والتطورات التي عرفتها المنطقة خلال الولاية الحالية للمينورسو، خاصة ما تعلق منها بالوضع في المنطقة العازلة، وبالتحديد عند معبر الگرگارات، وكذا دور بعثة المينورسو في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، ومرافقة العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ، والتي تحتاج، حسب التقرير، الى إرادة سياسية قوية من الجهات الفاعلة الرئيسية والمجتمع الدولي، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول، فيما خلا التقرير من اي إشارة إلى دور المبعوث الشخصي في هذه العملية.

ففي بداية التقرير أكد غوتيريس أن الوضع على الأرض ظل هادئا نسبيا، مشيرا إلى أن الطرفين ظلا على العموم ملتزمين باتفاق وقف إطلاق النار، كما واصلت البعثة تنفيذ ولايتها المتمثلة في مراقبة الاتفاق، لكن غوتيريس أعرب عن بالغ قلقه إزاء التوترات الأخيرة في منطقة الكركرات، مسجلا بإسهاب عديد التوترات والاحتجاجات المطالبة بالحقوق السياسية، والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة العازلة، والتي تسببت في بعض الأحيان في عرقلة حركة المرور التجارية وغلق الطريق أمام المركبات التجارية والسياح، حاثا أطراف النزاع على الامتناع عن القيام بأي أعمال متعمدة في هذه المنطقة، أو في أي مكان آخر في المنطقة العازلة، مشددا على وجوب الالتزام الدقيق بشروط اتفاقات وقف إطلاق النار، وعلى الالتزام بالمحافظة على اتصالات منتظمة مع قيادة بعثة المينورسو، المدنية والعسكرية على حد سواء، وعلى احترام حيادية استنتاجاتها لحل جميع الانتهاكات المعلقة.

وفيما يخص الشق الخاص بمسار التسوية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره، أن إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، وفقاً للقرار 2440 (2018) يتطلب إرادة سياسية قوية من الجهات الفاعلة الرئيسية والمجتمع الدولي، والحفاظ على هذا الزخم فيما يخص العملية السياسية، مشيرا إلى أن "المشكلة الأساسية" فيما يتعلق بمسار البحث عن حل، هي غياب الثقة الكافية بين الطرفين، معتبرا أن مسألة الوصول إليها ستستغرق وقتًا، مجددا دعوته إلى كلا الجانبين من أجل المبادرة بخطوات في هذا الإتجاه، والامتناع عن أي خطوات تصعيدية، كما طالب غوتيريس من أعضاء مجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الصحراء والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، العمل على تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو للمشاركة بحسن نية ودون شروط مسبقة في العملية السياسية، من دون أدنى إشارة إلى أي دور للمبعوث الشخصي في هذه العملية السياسية، ما يعني أن الأمم المتحدة لم تحسم بعد في مسألة تعيين  مبعوث جديد.


وأوضح تقرير الامين العام ان بعثة المينورسو تظل المصدر الرئيسي والوحيد في معظم الأحيان، الذي يعوّل عليه كل من مجلس الأمن والدول الأعضاء والأمانة العامة والمبعوث الشخصي، للحصول على المعلومات والمشورة غير المتحيزة بشأن التطورات المستجدة في الإقليم، لافتا إلى أنها تواصل لعب دور جاد ومهم، على الرغم من التحديات المتواصلة، في رصد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة، والإبلاغ عنها بالتعاون مع كلا الجانبين بهدف منع تزايد التوترات والحد منها، كما أنها تضطلع بدور رئيسي في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين للنزاع، وفقًا للقرارين 2440 (2018) و2468 (2019)، معتبرا إياها آلية حيوية للإنذار المبكر يمكنها أن تمنع وقوع تطورات قد تؤثر على المناخ اللازم لاستئناف العملية السياسية، وعليه اوصى غوتيريس  مجلس الأمن تمديد ولاية البعثة، دون أن يشير إلى المدة المقترحة من قبله.


وفيما يتعلق بحقوق الإنسان، جدد الامين العام دعوته الطرفين  من أجل إحترامها وتعزيزها، ومعالجة قضايا حقوق الإنسان العالقة وعلى التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والأمم المتحدة، وتسهيل تنفيذ مهامها على أفضل وجه، مشيرا إلى أن الرصد المستقل والنزيه والشامل والمستدام لحالة حقوق الإنسان ضروري لضمان حماية جميع الأشخاص في الصحراء.

Tweet