الصحراء زووم : محمد گنتور

طرحت آلية التنسيق الثنائي التي أشار لها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في تقريره الأخير، والتي اقترحتها بعثة المينورسو للعمل والتنسيق مع كل من الطرفين، لتوفير مجال للحوار من أجل تعزيز النهج الاستباقي في معالجة الانتهاكات المحتملة لاتفاق وقف اطلاق النار، ولإتاحة الفرص للطرفين للتعبير عن أي منظور تقني قد يتعارض مع قرارات البعثة، وذلك من خلال عقد اجتماعات شهرية للتنسيق العسكري على عدة مستويات، تساؤلات بخصوص شكل وطبيعة التنسيق الذي تحدث عنه التقرير، خاصة بعد تأكيد كل من القوات المسلحة الملكية، وجبهة البوليساريو نفيهما الموافقة على الانخراط في التنسيق الثنائي المباشر.




وفي هذا الإطار فند مصدر عسكري في القوات المسلحة الملكية، الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بخصوص موافقة القوات المسلحة الملكية على التنسيق العسكري المباشر مع جبهة البوليساريو، ضمن هذه الآلية الثنائية التي وضعتها بعثة المينورسو، مؤكدا ان الفقرات 26 و27 من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة واضحة وتتحدث عن "قبول القوات المسلحة الملكية العمل مع "المينورسو" من خلال آلية لتقريب وجهات النظر حول تطبيق الاتفاق العسكري رقم 1، وهي آلية ثنائية بين الجيش الملكي والبعثة الأممية"، مشددا على أن القوات المسلحة لم ولن تدخل في حوار مباشر مع قوات جبهة البوليساريو، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة التعاون الوثيق مع بعثة المينورسو، لضمان احترام الاتفاق العسكري رقم 1 ومجمل اتفاقات وقف اطلاق النار.



في ذات السياق نفت جبهة البوليساريو أن تكون قد أعطت موافقتها على اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بخصوص المشاركة في الالية العسكرية للعمل الثنائي والتنسيق بين قواتها والقوات المسلحة الملكية، ونقلت مصادر إعلامية مقربة من جبهة البوليساريو نقلا عن مصدر مسؤول داخل الجبهة، نفيه للأخبار المتداولة بشأن قبول الطرفين التنسيق العسكري ضمن هذه الآلية الثنائية التي أنشأتها المينورسو، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام أساءت تفسير ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، لإنشاء آلية "للعمل والتنسيق الثنائي"، مؤكدا "عدم صدق" هذا التفسير.




وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، قد أكد في تقريره الذي قدمه مطلع هذا الشهر إلى مجلس الأمن، في الفقرة 27 أن القوات المسلحة الملكية قد أعطت موافقتها شهر أبريل الماضي على المشاركة في الآلية، التي حققت حسبه "نجاحا كبيرا في تضييق هوة الخلافات في الفهم"، مشيرا في ذات الفقرة إلى أن قيادة جبهة البوليساريو قد أعربت أيضا عن "ترحيبها بفكرة الآلية المقترحة"، وهي الآلية التي وضعتها بعثة المينورسو "للعمل والتنسيق مع كل من الطرفين".



تنسيق عسكري لم يحدد التقرير ما إذا كان مباشرا بين الطرفين، أم أنه سيكون عبر بعثة المينورسو، وهو ما طرح العديد من التساؤلات والشكوك بخصوص طبيعة هذا التنسيق وفرص نجاحه في ظل نفي مطلق للأطراف لوجوده من الأساس، خصوصا في ظل تشديد غوتيريس خلال تقريره الاخير على وجوب الالتزام الدقيق بشروط اتفاقات وقف إطلاق النار، وعلى الالتزام بالمحافظة على اتصالات منتظمة مع قيادة بعثة المينورسو، المدنية والعسكرية على حد سواء، وعلى احترام حيادية استنتاجاتها لحل جميع الانتهاكات المعلقة، خاصة مع تصاعد أجواء التوتر بالمنطقة، وكذا الإجراءات الأحادية الجانب خصوصا بالمنطقة العازلة وبالتحديد قرب المعبر الحدودي الگرگارات، والتي هددت بتفجير الوضع أكثر من مرة.

Tweet