الصحراء زووم : مصطفى اشكيريد

انطلقت في مدينة سوتشي الروسية على شاطئ البحر الأسود اليوم الأربعاء، القمة الروسية الإفريقية ومنتدى "روسيا - إفريقيا" الاقتصادي، بإشراف الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، وذلك بحضور زعماء 43 دولة إفريقية.

المغرب يشارك في هذه القمة بوفد رفيع المستوى يقوده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في حين تشارك الجزائر برئيسها عبد القادر بن صالح الذي تعد المشاركة الخارجية الأولى من نوعها له في منذ توليه رئاسة الدولة عقب استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة شهر أبريل الماضي، أما موريتانيا فتشارك في هذه القمة بوفد يقوده رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني، فيما تأكد غياب جبهة البوليساريو، التي عادة ما تطرح مشاركتها في هكذا قمم وشراكات سجالا ديبلوماسيا بسبب افتقادها للاعتراف الدولي، وإصرار الجزائر وحلفائها داخل القارة على فرض مشاركتها استنادا إلى عضويتها في الاتحاد الافريقي.


جبهة البوليساريو من جهتها لم يصدر عن مسؤوليها أو وسائل الإعلام التابعة لها، اي تعليق حول مشاركتها في القمة كما جرت العادة في القمم السابقة التي تجمع الاتحاد الأفريقي بشركاءه الدوليين.

وكانت وكالة الأنباء الروسية "ايتار تاس" قد قالت إن موسكو وجهت الدعوة إلى 54 دولة أفريقية، كما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف قوله: "سيحضر إلى القمة رؤساء دول وحكومات 43 بلدا أفريقيا من إجمالي 54 بلدا".


ومن المقرر أن تُناقش في الجلسات العامة للقمة مجموعة واسعة من قضايا الأجندة الدولية الملحة محط الاهتمام المشترك بين روسيا ودول إفريقيا. وسيبحث المشاركون حالة وآفاق العلاقات بين روسيا وبلدان القارة الإفريقية وتطوير الروابط بينها في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية وغيرها، بالتركيز على البحث عن طرق كفيلة بالتنمية المتسارعة والنظامية لجميع أنواع التعاون الروسي الإفريقي.


هذه القمة التي تجمع الدول الأفريقية بأحد القوى الفاعلة على الساحة الدولية وهي روسيا، والتي يطغى عليها الجانب الاقتصادي، تعمل من خلالها موسكو على تعزيز وجودها في أفريقيا، وتعزيز علاقاتها بالدول الافريقية، مستغلة في ذلك علاقاتها بدول القارة منذ أيام الاتحاد السوفيتي، في ظل اشتداد التنافس بين القوى الكبرى على التغلغل داخل القارة، ويرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تقوية العلاقات مع البلدان الأفريقية يعد أحد أولويات السياسة الخارجية الروسية، وأن روسيا مصممة على زيادة وجودها في أفريقيا، داعيا الدول الأفريقية لزيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا في غضون أربع - خمس سنوات.

Tweet