الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

قدم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اليوم الأحد تشكيلة الحكومة الجديدة للعاهل الإسباني، والتي تضم أسماء اثنين وعشرين وزيرا، وذلك في أول حكومة ائتلافية منذ دخول اسبانيا عهد الديموقراطية، حيث اضطر الحزب الاشتراكي الفائز بالمركز الأول دون الحصول على الأغلبية الكافية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزب بوديموس اليساري.

ورغم أن دخول حزب بوديموس المعروف بمواقفه الداعمة للبوليساريو، للحكومة الإسبانية قد طرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، إلا أن طبيعة المناصب الأربعة التي تولاها الحزب في الحكومة الجديدة تبدو ذات طابع اجتماعي داخلي بحت، حيث كلف رئيس الحزب بابلو إيغليسياس، بمنصب نائب رئيس الحكومة مكلفا بالحقوق الاجتماعية وخطة عام 2030، فيما كلف الثلاثة الآخرون بوزارات المساواة، والعمل، والجامعات، وهي وزارات ليس لها تماس مباشر مع الملفات المتشابكة بين المغرب واسبانيا، على غرار وزارات أخرى كوزارتي الخارجية والصيد البحري، وعلاقتهما بتدبير ملفات حساسة تجمع البلدين وعلى رأسها ملفا الصحراء واتفاقيات الصيد البحري.

فحقيبة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون تم إسنادها إلى المحامية والخبيرة الاقتصادية أرانشا غونزاليس لايا التي كانت ترأس مركز التجارة الدولية، وهي شخصية لا يعرف لها توجه إيديولوجي راديكالي، أو أية مواقف عدائية للمملكة، فيما احتفظ لويس بلاناس بمنصبه كوزير للفلاحة والصيد البحري والتغذية، وهو الذي لعب خلال توليه هذا المنصب في الحكومة السابقة، دورا بارزا في الدفاع عن اتفاقيات التجارة والصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قد أكد في مقال سابق نشر في المجلة الإسبانية «السياسة الخارجية» على "الأبعاد الاستراتيجية والبشرية للعلاقات المغربية الإسبانية"، مشيرا إلى أن "إسبانيا والمغرب بلدان جاران وصديقان تجمعهما علاقات تعاون وثيق في عدد من المجالات"، مشددا على أن ”المتوسط والمغرب العربي قريبان من إسبانيا ليس فقط جغرافيا، مشيرا بشكل خاص الى المغرب، الذي وصفه ب"الشريك الرئيسي لإسبانيا وحكومتها”.

Tweet