الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

في خطوة تحمل ردا مبطنا على افتتاح مجموعة من الدول الافريقية لقنصلياتها بالعيون والداخلة وتروم من خلالها تعزيز وجودها بالمنطقة دشنت جبهة البوليساريو مقرا ل"اتحاد شبيبة البوليساريو" الذي يعتبر أحد المنظمات التابعة للجبهة، ببلدة تيفاريتي بالمنطقة العازلة، وذلك بحضور قيادات سياسية وعسكرية بالجبهة.

خطوة تعكس إصرار جبهة البوليساريو على تعزيز وجودها بالمنطقة العازلة، من أجل توظيفها في الضغط على الأمم المتحدة، للتسريع بتعيين مبعوث جديد ودفع العملية السياسية المتعثرة منذ استقالة المبعوث السابق هورست كولر، رغم قرارات المنظمة الدولية المحذرة من أي تغيير يمس الوضع القائم بهذه المنطقة، وكذا رفضها القاطع لاستقبال ممثليها من طرف مسؤولي الجبهة بهذه المنطقة.

كما تأتي هذه المحاولات في ظل الموقف الصارم للمغرب الذي عبر مرارا عن رفضه القاطع لأي محاولة ترمي إلى تكريس تواجد البوليساريو بالمنطقة العازلة، باعتبار ذلك يهدف الى تغيير الوضع الميداني بهذه المنطقة، كما هي محددة في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 بين الجانبين، وهو ما يعد انتهاكا لهذا الاتفاق، مشددا على أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستعني أنه لم "تعد هناك أية عملية سياسية".

يشار إلى أن المغرب ظل يؤكد أنه عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سلّم المنطقة العازلة إلى الأمم المتحدة، وذلك انطلاقاً من حرصه على الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة، وتفادي أي احتكاك من شأنه أن يؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أنه سيتعامل بالحزم الضروري مع الاستفزازات التي تقع في هذه المنطقة،  ولن يسمح أبدا بأي تغيير للوضع التاريخي والقانوني لهذه المنطقة التي تعتبر جزءا من التراب الوطني، والتي كانت تعرف دائما تواجدا مغربيا إلى غاية سنة 1991.

Tweet