الصحراء زووم : اسماعيل الباردي

يعتزم كل من المغرب وروسيا تجديد اتفاق الصيد البحري المبرم بين البلدين بتاريخ 15 مارس 2016، حسب ما أوردته وكالة روسيا الفيديرالية للصيد البحري.

الاتفاق الذي يحدد منطقة الصيد البحري كالمنطقة الواقعة جنوب خط العرض 28، ما يعنى أنه يشمل المياه المقابلة للأقاليم الجنوبية، يؤسس لمبادئ التعاون المشتركة بين روسيا الفيديرالية والمغرب في مجال حماية واستخدام الموارد البحرية داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية للمملكة، وكذا تحديد شروط أنشطة صيد الأسماك التي تقوم بها القوارب التي ترفع علم روسيا الاتحادية.

وسائل إعلام مقربة من جبهة البوليساريو انبرت لشن هجوم حاد على روسيا بسبب هذا الاتفاق، واصفة السياسية الروسية ب"النفاق"، معتبرة أن "ما تدعو إليه موسكو من تعاون دولي وعدالة دولية، لا يعدوا كونه في الواقع سوى تعبير مجازي او كناية للتمويه عن ممارسات النهب والقرصنة بأعالي البحار"، متهمة القوارب الروسية ب"السرقة" وب"التهام كميات هائلة من السردين، الاتشا، المكاريل، حصان المكاريل والانشوفة من المياه الإقليمية للصحراء، في انتهاك لمعاهدة مونتيغو باي لسنة 1982"، على حد تعبيرها.

كما اعتبرت أن روسيا وبصفتها عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، فإنها "تتابع عن كثب قضية الصحراء، مشيرة إلى أنها شاركت في النقاش الدائر خلال اجتماع مجلس الأمن بتاريخ 09 ابريل الجاري حول هذه القضية، وعلي الرغم من ذلك، تضيف وسائل الاعلام المقربة من البوليساريو "يتخذ الروس موقفا شاذا خارج اسوار مجلس الامن، وبعد مغادرتهم لمقر المنظمة الدولية بنيويورك، يتوقفون قبالة السواحل الأطلسية للصحراء للقيام بممارسات معروفة في القرون الماضية متعلقة بنهب الاخرين والسطو عليهم"، على حد وصفها.

وتسمح اتفاقية التعاون في مجال الصيد البحري بين المغرب وروسيا، والتي تبلغ مدتها أربع سنوات، لأسطول يضم 10 سفن روسية بالعمل في المياه المغربية في جنوب المحيط الأطلسي حتى الرأس الأبيض. كما تسمح هذه الاتفاقية بتشغيل حوالي 300 بحارا مغربيا، وهي اتفاقية تندرج في إطار ما يعرفه التعاون الاقتصادي بين البلدين من تطور، والذي شمل عدة مجالات اقتصادية وتجارية، خاصة بعد توقيع البلدين على "شراكة استراتيجية معمقة"، باشراف الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2016، وذلك خلال زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو، وهو تعاون تنظر إليه الجزائر والبوليساريو بعين الريبة وتتخوفان من تأثيره على موقف روسيا من النزاع الإقليمي حول الصحراء، خاصة داخل مجلس الأمن الذي تعتبر روسيا أحد أعضائه الخمسة الدائمين.

Tweet