الصحراء زووم : مصطفى شكيريد

بصم المجلس الإقليمي وعلى إمتداد السنوات الأربع الماضية على دور حيوي وهام في تجسيد عشرات المشاريع الكبرى بالإقليم، والتي شكلت إضافات نوعية ورائدة بالمسار والمشوار التنموي على مستوى مدينة العيون، حيث باشر المجلس الذي يرأسه الاستقلالي مولود علوات أحد اعيان ورجالات الصحراء الأفذاذ وأبنائها البررة، الذين قدموا الكثير لحاضرتها العيون فمنذ توليه رئاسة مجلسها الإقليمي، باشر تنزيل جملة  من المشاريع والاوراش التنموية بكبرى حواضر الصحراء .

من خلال هذا التقرير نتوقف عند أهم مشاريع ومنجزات وتدخلات المجلس الإقليمي للعيون، التي تم تحقيقها وتنزيلها على أرض الواقع بفضل تظافر جهود أعضاء المجلس بجميع أجهزته مكتبا ولجانا وأعضاء وأطرا وموظفين، والتي عملت على مسايرة التطور والركب التنموي الذي عرفته الجهة في كافة المجالات.

لقد عمل المجلس وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، على تحقيق تنمية شاملة ومندمجة تمس مختلف المجالات والقطاعات الحيوية بالإقليم، استجابة لتطلعات وانتظارات الساكنة، تماشيا والاختصاصات المخولة لمجالس العمالات و الأقاليم المنصوص عليها في القانون التنظيمي 112-14.

 

 الصحة والتعليم والنهوض بالعالم القروي أبرزت مرتكزات الرؤية التنموية للمجلس الإقليمي

القطاع الصحي ... حجر الزاوية 

ادراكا من المجلس الإقليمي لما يحتله قطاع الصحة من أهمية بالغة في حياة المواطن، وحرصا منه على النهوض بهذا القطاع الذي يعاني ويرزح تحت وطأة جملة من الصعوبات والإكراهات المركبة، وفي خطوة تروم تذليل تلك المعوقات، عمد المجلس إلى رصد ميزانيات هامة لتجهيز مستشفى الحسن الثاني للإختصاصات بمعدات وأجهزة طبية تهم اختصاص الاذن والانف والحنجرة وتخصص طب وجراحة العيون بمبلغ 2.000.000.00 درهم.

 وسيرا على ذات النهج الداعم لهذا القطاع الحيوي، أشرف المجلس الإقليمي ومن خلال ميزانيته الذاتية على إنجاز مشروع توسعة مصلحة الطب النفسي بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي، وذلك برصد إعتماد مالي بلغ 900.000,00 درهم، كما قام المجلس بتهيئة وإصلاح المستودع الإقليمي للأموات بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمبلغ 364.294,00 درهم.

وبغية تحسين وتجويد وتنويع العرض الصحي على مستوى المنظومة الصحية بإقليم العيون، والتي لطالما شكلت مطلب أرق وشغل بال الساكنة، بادر المجلس الى رصد اعتمادات مالية هامة لتجهيز مستشفى الحسن الثاني للتخصصات، وتزويد مستشفى مولاي الحسن بن المهدي بالمعدات والإجهزة الطبية الضرورية بمبلغ 1.000.000,00

كما تم في ذات السياق وفي بادرة نوعية، تخصيص مبلغ 1.000.000,00 درهم من ميزانية المجلس الإقليمي للعيون، كمساهمة من المجلس لتشييد مركز الكشف المبكر عن داء سرطان الثدي وعنق الرحم خاص بنساء الإقليم بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي.

قطاع التعليم ورهان توفير تعليم متكامل لأجيال المستقبل

شكل قطاع التعليم أحد أهم القضايا الحاضرة بقوة وبشكل دائم برؤية المجلس الاقليمي وتوجهاته الأساسية، إذ كان القطاع ضمن أهم النقاط المدرجة بمختلف دورات المجلس، وذلك رغبة من رئاسة المجلس في النهوض بالمنظومة التربوية باعتبارها أهم ركيزة ولبنة في بناء مجتمع سليم، انسجاما وحقوق أطفال المدينة في تعليم عصري ومتكامل يطور مدركاتهم الفكرية ويضمن لأجيال المستقبل حقهم الأصيل في التعلم والتكوين العلمي والأكاديمي، ومحاولة منه للنهوض بهذا القطاع والرقي به، كان المجلس منخرطا بشكل تام في إنجاح جميع البرامج المسطرة لهذه الغاية.

فقد حرص المجلس على تلبية جميع الطلبات المقدمة من الأكاديمية الجهوية للتعليم والمديرية الإقليمية للتربية والتكوين ومختلف الهيئات ذات الصلة، وذلك في إطار الإمكانيات المتاحة والصلاحيات المخولة لمجالس العمالات والأقاليم، فالمجلس كان سباقا لدعم المبادرة الملكية على مستوى إقليم العيون من خلال برنامج مليون محفظة، كما قدم دعما سخيا لبرنامج تحفيز المتفوقين، هذا إلى جانب دعمه للأنشطة المدرسية ذات الإشعاع الرياضي والثقافي والديني، بالإضافة إلى تخصيصه لمبلغ 1.356.225.92 درهم، لإعادة إصلاح وتأهيل للمؤسسات التعليمية بالإقليم.


* تدخلات المجلس الإقليمي للعيون بالشق الإجتماعي والإنساني:


خصص المجلس الإقليمي للعيون وانسجاما وتوجهه الرامي لحلحلة القضايا الاجتماعية والإنسانية بالإقليم، فقد خصص المجلس ومنذ سنة 2016 والى اليوم دعما سنويا هاما لفائدة الجمعية المغربية للدعم الطبي بالعيون «MASSOUM»، للإشراف على تسيير مركز تصفية الدم لمرضى القصور والفشل الكلوي وتجهيزه لاستقبال الحالات المرضية والتكفل بها وإغناءها عن تحمل عباء التنقل لمدن شمال المملكة قصد تلقي العلاج .

كما كان للمجلس دورا رائدا في دعم فعاليات المجتمع المدني من جمعيات وهيئات والمساهمة الفاعلة في إنجاح برامجها وأنشطتها في شتى المجالات الدينية، أو الثقافية أو الاجتماعية، وكذا الرياضية المنظمة على مستوى الإقليم.

وفيما يخص حقوق أطفال بإقليم العيون في الاستفادة من برنامج وزارة الشباب والرياضة "العطلة للجميع"، بادر المجلس الإقليمي وعلى مدار السنوات الماضية، إلى التكفل والإشراف على عملية تنقل الأطفال المستفيدين من المخيمات الصيفية إلى مراكز التخييم بمختلف مدن المملكة.

* القطاع الرياضي لبنة جوهرية في صقل مهارات أطفال وشباب مدينة العيون

حرصا من المجلس الإقليمي على المساهمة الفاعلة في النهوض بالبنية التحتية الرياضية، وتطوير المنشآت الرياضية بالعيون، وبشراكة رائدة مع المجلس الجماعي للمدينة، قدم المجلس مساهمات هامة في هذا الإطار، أسهمت في تذليل مجموعة من الصعاب التي كانت تعترض الأندية والفرق الرياضية على مستوى كبرى حواضر الصحراء، كما بصم المجلس ومن خلال هذه الشراكة المميزة على فتح فضاءات رحبة لأبناء المنطقة لصقل وتطوير مواهبهم من خلال ملاعب رياضية معشوشبة.

 وتماشيا وهذه التوجه الداعم للقطاع الرياضي، عمد المجلس إلى اقتناء وتركيب سياج المركب الرياضي الشيخ محمد الأغظف وذلك بمبلغ يناهز 495.144,00 درهم.

العالم القروي في صلب إهتمامات المجلس الإقليمي للعيون

لقد شكل النهوض بالعالم القروي ومد يد المساعدة لمختلف الجماعات الترابية بالمجال القروي على مستوى إقليم العيون، حجر الزاوية في استراتيجية المجلس الإقليمي وهو ما يعكسه الدعم الهام المقدم من المجلس لتهيئة المقطع الطرقي الرابط بين المحطة الشاطئية وإقامة فم الواد بمبلغ: 10.526.575.20 درهم، والمساهمة اللافتة بمشروع بناء ثكنة مجهزة لعناصر الوقاية المدنية بنفوذ جماعة فم الواد بمبلغ 1.649.610.00 درهم، هذا بالإضافة لدعم مجموعة من المشاريع التي تهم النقل المدرسي، والنساء في وضعية هشاشة، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:

دعم مشروع بناء مركز اجتماعي لإعادة تأهيل المرأة في وضعية صعبة وتربية الطفولة الصغيرة بنفوذ جماعة الدشيرة بمبلغ 900.000,00 درهم (في طور الإنجاز).

 اقتناء حافلتين للنقل المدرسي لفائدة: جماعــة فم الواد– وجماعة الدشيـــرة بمبلغ 740.000.00 درهم.

تجهيز المركز الإجتماعي لإعادة تأهيل المرأة في وضعية صعبة وتربية الطفولة الصغيرة، بنفوذ جماعة بوكراع بمبلغ 800.000.00 درهم.

* بإعتباره واجهة لأهم المجالس المنتخبة ... المجلس الإقليمي ينكب على تهيئة وتجهيز كافة مرافقه الإدارية

 المجلس الاقليمي للعيون اشتغل على إعداد هيكلة إدارية تنظيمية للمجلس بتشكيلة من الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية، من أطر وموظفين مؤهلين للقيام بمهام التسيير الإداري لمصالح المجلس، وكذا تطبيق فصول ومواد القانون التنظيمي المؤطر لمجالس العمالات والأقاليم، وفق الاختصاصات الذاتية والمنقولة، وكذا المشتركة، وتوفير جميع الوسائل اللوجيستيكية لها من أجل تحقيق تنمية شاملة بالإقليم على جميع المستويات.

لقد إنكب رئيس المجلس الإقليمي للعيون ومنذ توشيحه بثقة الناخبين على تغيير وجه مختلف المقار والمؤسسات الادارية التابعة لها، حيث تم ومباشرة عقب إنتخاب المكتب الجديد على تهيئة وتجهيز قاعة الإجتماعات بعمالة إقليم العيون وذلك بشراكة مع مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، حيث تحول المقر الجديد الى صرح إداري مهم، يوفر الفضاء الطبيعي للعمل من خلال التجهيزات التي بات يزخر بها، وذلك بإعتباره واجهة لأحد أهم المؤسسات المنتخبة على مستوى الإقليم، والتي تضطلع بجملة من الاختصاصات التي تهم الساكنة وخدمة الصالح العام، واداركا من رئاسة المجلس لما تشكله الملحقات الإدارية من دور مهم تماشيا ورغبة المجلس في تقديم خدمات ترقى إلى مستوى تطلعات الساكنة، فقد عمل المجلس على إصلاح وتهيئة الملحقة الإدارية للمجلس الإقليمي المتواجدة بقلب المدينة النابض.

كما شمل المسلسل الإصلاحي الذي باشره المجلس بإشراف مباشر من رئيس المجلس السيد مولود علوات المستودع الإقليمي، الذي عرف أشغال تهيئة وإصلاح شاملين، وذلك بالنظر  للدور المحوري الذي يشكله المستودع كمخزن للمعدات والآليات اللوجيستية ومقر عمل لبعض أطر المجلس، ذات الإصلاحات امتدت لقاعة الإجتماعات الخاصة بالمجلس، وكذا مختلف البنايات والمقار الإدارية التابعة للمجلس الإقليمي وبشكل يتماهى والتطور العمراني الذي عرفه الاقليم.

مشاريع واوراش هامة حرص المجلس الإقليمي على أن تراعي احتياجات الإقليم وساكنته، وكذا تحقيق مبدأ العدالة المجالية داخل المجال الترابي للإقليم، وأن تشمل مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والرياضية والترفيهية وغيرها، نجح من خلالها رئيس المجلس الإقليمي مولود علوات في تقديم نموذج مشرف ورائد في تدبير الشأن المحلي، وهو ما يعكس الجدية والمسؤولية التي تطبع المنتخبين الاستقلاليين وحرصهم الشديد على الوفاء بالتزاماتهم التي قطعوها للمواطنين .

Tweet