الصحراء زووم : عبد القادر داود

أسدل اليوم الستار عن إنتخاب رؤساء أغلب الغرف المهنية بجهات الصحراء  و إذا كان تصدر حزب الإستقلال لنتائج هذه الإنتخابات أمر بديهي و أكثر من متوقع وذلك بالنظر إلى الإستراتيجة التي سطرها الحزب لعمله السياسي و الميداني من خلال الإلتحام مع مطالب المواطنين و المهنين والإنسجام مع جميع المطالب الفئوية لهذه الشريحة التي تشكل عصب الإقتصاد المحلي وقطب الرحي لأي مخطط تنموي هادف للنهوض بالواقع الإقتصادي للمنطقة , بيد أن  ما حمله إنتخاب المكاتب المسيرة لهذه الغرف يعتبر لحظة فارقة تستدعي وقفة تأمل للوقوف على الرسائل السياسية التي حملتها هذه الإنتخابات والدروس المستقاة منها .

لقد شكلت إشكالية جمود النخبة السياسية و تكريس منطق المحسوبية و الزبونية والزعامات التقليدية نفورا للشباب من العمل السياسي الذي كفر به وقرر أن يختار سياسة الكرسي الفارغ يجترع معانتها النفسية وتراكمات الفشل السياسي بعيدا عن الواقع السياسي المبوأ في ظل إنسداد الأفق السياسي بوجه هذه القوى الفاعلة التي تشكل حجر الزاوية في أي مشروع تنموي طموح . لذلك ظلت مفاهيم تجديد النخبة أو دورانه أو تشبيبها مجرد شعارات جوفاء مرحلية لخدمة أهداف ومطامح سياسية أنية  لأصحابها من خلال تكريس واقع مأزوم في ظل مؤسسات حزبية مغلقة مما عطل حركية المجتمع وكبل أغلب المبادرات الشبابية الطموحة .

اليوم حزب الإستقلال يقدم درسا سياسيا لأغلب القوى السياسية التي حاولت أن تغيب النخب الشبابية بالصحراء عن المشهد السياسي وتبعا لذلك يقدم صورة جديدة للعمل الحزبي من خلال إعادت الإعتبار لمفاهيم تشكل أدبيات العمل السياسي في المجتمعات و التنظيمات التي تحترم مواطنيها و تقدر إختيارتهم والتي على رأسها مفهوم تداول التنظيمات الموازية  على مواقع المسؤولية وفسح المجال أمام الفعاليات الشابة للقيادة وتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام من خلال تبوأ مواقع صنع القرار بكرم حاتمي قل نظيرها في الوسط السياسي الوطني الذي عملت أغلب قواه على تأثيث المشهد بهذه الفئة التي ضاقت بها السبل في ظل واقع إقتصادي وسياسي و إجتماعي متأزم .

لقد شكل حزب الإستقلال بجهة العيون الإستنثاء وضرب موعدا مع التاريح بفرش الطريق بالورود لشباب الصحراء الذي إنخرط بشكل فعلي في هياكله وناضل من أجل التنزيل السليم للمشروع السياسي و الإقتصادي الذي رسمت قيادة الحزب ملامحه و التي يشكل النهوض بالواقع الإقتصادي للمواطنين أهم  مقوماته إن ترشيح حزب الإستقلال لسيدي الخليل و لد الرشيد على رأس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات خلف للرئيس السابق الطيب الموساوي الذي سلم المشعل عن طيب نفس لهذا الشاب الذي راكم من الممارسة السياسية و المسؤولية العملية ما سيجعله أهل لهذه الثقة التي تم توشيحه بها من طرف قيادة الحزب التي توافقت على تزكيته لهذا المنصب وهو ما توج بإعلانه رئيسا على هذه الغرفة الأمر ذاته ينطبق مصطفى بلمام القادم من إقليم السمارة الذي تعتبر هذه الإلتفاتة أصدق  ترحيب بالوافد الجديد  بالجهة حيث تم إنتخابه يوم أمس على هرم غرفة الصناعة التقليدية بالجهة.

  كما تم صباح هذا اليوم تجديد الثقة في أحمد أحميميد على رئاسة الغرفة الفلاحية لولاية ثانية وذلك بعد أن أثبت أهليته و أحقيته بهذا المنصب بعد نجاحه في تسير هذه الغرفة في الولاية الماضية الأمر الذي يحمل الكثير من الرسائل و الدلالات السياسية التي لا تخطئها العين وتقدم مؤشرات إيجابية بل تعيد الثقة وتوفر الشروط الموضوعية للمصالحة بين المواطن و العمل السياسي وتقدم أمل جديد لنخبة المنطقة بأن الكفاءة و الإيمان بأدبيات الحزب وثقة المواطنين هي الفيصل في تحديد المستقبل السياسي لنخبة أبناء هذه الأرض الرهان الأول و الأخير في تحقيق نهضة تنموية حقيقية تقطف الساكنة ثمارها .

Tweet