الصحراء زووم :مصطفى اشكيريد

خرج حرمة الله محمد لمين بتصريح لإحدى قنوات الصرف الصحي، وماخور الرذيلة والحقارة، يزبد ويرغد دفاعا عن أسياده بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، وعن الحزب المعلوم، مروجا للكثير من الترهات والأكاذيب والمغالطات التي ما أنزل الله بها سلطان، مع أنه كان حري به أن يدس رأسه بالتراب، والركون للصمت، بعد أن سخر الإطار المهني الممثل لرجال ونساء المال العام، لخدمة مصالحه الضيقة، على حساب المقاولين والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة.

فرئاسة حرمة الله لفرع الجنوب منحت له على طبق من ذهب من طرف مولاي حمدي ولد الرشيد، وذلك خلال الفترة التي كانت يتدثر فيها بألوان حزب الإستقلال ، على أن يتم التناوب بين باقي الجهات الجنوبية في رئاسة الفرع، بيد أنه وكما يقال إذا أكرمت الكريم ملكته واذا أكرمت الليئم عليك تمردا.

حرمة الله الذي لم يراعي أي حرمة للأخلاق ولا للقيم والتدافع السياسي النبيل، ضرب عرض الحائط تاريخا تليدا لطالما جمع العائلتين، وإختار السخرة وأن يخوض معركة بالوكالة، نيابة عن من يحاولون التكريس لردة ديمقراطية، تنتصر لمنطق التعيين على منطق ولغة صناديق الاقتراع والشفافية، ومصادرة حق رجال الأعمال في إختيار من يمثلهم بالإتحاد العام بكل حرية ودونما ضغوطات او اكراهات او ابتزاز.

لقد عاش فرع الجنوب للاتحاد العام لمقاولات المغرب، والذي كان الفضل في إخراجه لحيز الوجود بالجهات الجنوبية الثلاث لولد الرشيد، الذي ناضل لانتزاع هذا المكسب لفائدة أبناء وبنات الصحراء، دعما لمقاولات الجنوب وكسرا لهيمنة لوبيات لطالما حاولت منع ابناء المنطقة من الولوج للاستثمار، واجتهدت في وضع العراقيل والمعوقات في وجههم، مما نجم عنه افلاس الكثير منهم، فيما كان الرهان من فتح الباب للاتحاد العام وفرعه بالجنوب، ان يلعب دورا محفزا وان يذلل الصعاب، بيد ان حرمة الله سخره لخدمة مصالحه الضيقة، بعد أن استفاد من جملة من المشاريع من الاتحاد العام، والتي كان يراهن عليها لفتح باب الشغل لابناء المنطقة، غير أنه اختار الطريق الأسرع والأسهل للربح، باصما على فضيحة غير مسبوقة، ببيع تلك المشاريع والاستفادة من أرباحها دون أي عناء يذكر .

إن حرمة الله ومن خلال ممارسته المعروفة للقاصي والداني طيلة فترة ترؤسه لفرع الجنوب، جسد وبدرجة إمتياز، مفهوم المقاول الاسترزاقي بدل المستثمر المواطن، الذي يمد يده لمساعدة الدولة في التخفيف من وطأة البطالة التي تنخر السواد الأعظم من شباب المنطقة، وهل من يسجل له التاريخ مثل هذه الأفعال، لازال لديه من الجرأة ليخرج للعلن ودون أدنى حمرة خجل ليعطي دروسا للاخرين.

من المعروف والبديهي أن خرجة حرمة الله تروم تقديم قرابين الولاء لأولياء نعمته بالحزب المعلوم، بعد انفراط عقد ولائه لولد الرشيد، الذي منحه تزكية خوض الانتخابات الجماعية السابقة بلون حزب الاستقلال، وبعد أن حصد الفشل وهزم هزيمة مدوية، حاول زرع بذور الفتنة والشقاق بصفوف الحزب على مستوى جهة الداخلة، وهو ما حذا بولد الرشيد لتولية تدبير شؤون الحزب على مستوى جهة الداخلة، لكفاءة شبابية وطنية من أبناء المنطقة في شخص الخطاط ينجا، الذي نجح في تقديم نموذج مشرف للحزب على مستوى الداخلة، من خلاله نجاحه الباهر في تدبير الجهة على مدار السنوات الماضية، رغم محاولة حرمة الله ومن يدور في فلكه، التشويش عليه والتكالب عليه، وهو ما يعكس الحالة المرضية للرجل، الذي لايزال ينفث سمومه تصريفا لأزمة نفسية عصية التحليل على كبار علماء النفس، ولعل خرجته الأخيرة لا تخرج عن هذا الإطار، بتوزيعه التهم جزافا والتعبير عن أحقاد على ما يبدو بات يضيق بها قلبه وصدره.

أما فيما يخص الإتحاد العام لمقاولات المغرب، فلن تغير خرجة حرمة الله من الأمر الواقع به شيئا يذكر، فالأزمة الحالية بالهيأة المهنية كشفت وبكل تجرد للرأي العام، اننا أمام فسطاطين، فسطاط يدافع عن الديمقراطية، وفساط يروم التكريس للتعيين، على حساب الممارسة السياسية النبيلة التي إختارتها بلادنا منذ عقود من الزمن.

وختاما لابد من الإشارة إلى أن الإتحاد العام لمقاولات المغرب كإطار، لم يقدم أي شيء يذكر للمنطقة، ولم يساهم في الدفع بعجلة التنمية على مستواها غير تسخيره لخدمة مصالح ضيقة لرئيس فرع الجنوب، وهو ما أكد حزب الاستقلال من خلال بلاغ لجنته التنفيذية على مقاومته، والوقوف سدا منيعا في مواجهته، على أمل أن تعود رئاسة الاتحاد لرشدها، وتخلص نفسها من ربقة القيود المفروضة من الحزب المعلوم، وفتح الباب على مصراعيه للمنافسة الشريفة بين ممثلي رجال الأعمال، لقول كلمتهم الفصل واختيار من يمثلهم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

فشل ذريع على مستوى الجهات الجنوبية للاتحاد العام لمقاولات المغرب، يقع وزره بالأساس على هذا الرئيس المنتهية ولايته، الذي لا حسنة تذكر له فيما يخص جلب استثمارات، أو عقد اجتماعات أو المرافعة بخصوص الضريبة، أو التواصل مع رجال ونساء الأعمال بالصحراء، اللهم الا الاستفادة الضيقة للرئيس فقط، وإن كان من نجاح يذكر لحرمة الله في هذا الباب، فهو تقديم نموذج سياسي سيء للعمل الحزبي والالتزام الأخلاقي، والسقوط الفاضح في الانتصار لمصالح الشخصية على مصالح من وضعه على رئاسة الإطار المهني.

أخيرا نقول لحرمة الله ولمن يحركه كالدمية من خلف الكواليس، أن ولد الرشيد الذي ستظل تحفظ بطون كتب التاريخ أمجاده العظيمة بمداد من الذهب والفخر والإباء أكبر وأنبل من أن يتخذ من أي كان، قنطرة للوصول لأهدافه السياسية المعززة بثقة شعبية يحلم الكثير من السياسيين وأشبابهم بنزر بسيط منها في نشوة أحلامهم الطوبوية .

Tweet