الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

في تقريره السنوي الذي قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي حول نزاع الصحراء، والذي تضمن المستجدات التي عرفها النزاع، منذ تجديد الولاية الانتدابية لبعثة المينورسو في 31 أكتوبر 2021، سجل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، التحول الذي طرأ على الموقف الإسباني، وذلك بعد إعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب لحل النزاع.

وأشار التقرير إلى أن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، أعلن في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس في 14 مارس 2022، أن "إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في عام 2007، الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل النزاع".

وهو الموقف الذي سجل التقرير بأنه أثار غضب كل من جبهة البوليساريو والجزائر، مشيرا إلى أن الحكومة الجزائرية قررت استدعاء سفيرها لدى إسبانيا، كما قامت في وقت لاحق بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربطها مع مملكة اسبانيا منذ العام 2002.

الأمين العام للأمم المتحدة أبرز أنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير، شهدت الصحراء افتتاح المزيد من القنصليات والتمثيليات الديبلوماسية، مسجلا بأن منظمة دول شرق البحر الكاريبي وسورينام وتوغو والرأس الأخضر، قد افتتحت قنصليات عامة في مدينة الداخلة، كما أبرز بأن المغرب واصل الإستثمار في تطوير البنية التحتية بالأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أنه في 23 يونيو 2022، أعلن المغرب عن توقيع أربعة اتفاقيات متعلقة بمشروع تحلية مياه البحر لمدينة الداخلة، والذي من المتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية 37 مليون متر مكعب من المياه سنويًا.

كما تطرق التقرير إلى الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 23 لتوليه العرش، الذي أكد فيه أن "المغرب والمغاربة سيظلون إلى جانب الجزائريين دائمًا"، وأن المغاربة "حريصون على إيجاد مخرج للوضع الحالي وتعزيز العلاقات الوثيقة والتفاعل والتفاهم بين الشعبين"، وأن جلالته "يتطلع إلى التعاون مع الرئاسة الجزائرية حتى يعمل المغرب والجزائر يدا بيد ويتمتعان بعلاقات طبيعية"، كما أشار التقرير إلى الخطاب الذي القاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، والذي شدد فيه على أن الموقف من قضية الصحراء "هي المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس بموجبه المغرب مدى صدق الصداقات وفعالية الشراكات".

Tweet