الصحراء زووم : محمود الركيبي

أكد جلالة الملك محمد السادس اليوم بمناسبة إفتتاح الدورة الأولى من الولاية التاسعة لمجلس المستشارين الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي على ضرورة إرتكاز الحياة السياسية بالمملكة على دولة المؤسسات و التي إعتبرها الضمانة الحقيقة لنجاح المشروع الديمقراطي الوطني مشيرا إلى أن الأشخاص هم مجرد عابري سبيل في هذا الورش الوطني و أن الرهان السياسي الأساسي و الأول هو تقوية المؤسسات الدستورية .

كما وجه جلالته رسالة واضحة للنخبة السياسية التي شاركت في هذا الإستحقاق و التي فشلت في إقناع الناخبين بالتصويت لها على " أن من حقهم أن يرفعوا رؤوسهم  " مطالبهم بضرورة  بإحترام  إختيار المغاربة الذين أصبحوا أكثر نضجا ووعيا في التعبير عن قناعاتهم السياسية كما طالب جلالته هؤلاء بعدم البكاء على الأطلال من خلال التشكيك في العملية الإنتخابية التي ضاهت و حاكت كُبريات الديمقراطية العالمية بالرغم من التجاوزات المعزولة التي شابت هذا الإستحقاق الوطني و التي رأى فيها بعد المتتبعين للشأن الإنتخابي بالصحراء أنها رسالة مبطنة للتجاوزات التي حدثت بمدينة السمارة العاصمة العلمية لحواضر الصحراء و في ذات السياق أشاد الملك محمد السادس بالنسبة العالية لمشاركة ساكنة الأقاليم الجنوبية في الإنتخابات الجماعية و الجهوية التي شهدتها المملكة في يوم 4 من شتنبر 2015 و التي عكست مدى تشبث أبناء الصحراء بالوحدة الترابية للمملكة و النظام السياسي المغربي كما برهنت على مدى الثقة العميقة للصحراويين في المؤسسات الدستورية و الوطنية بالمملكة .

هذا وقد اعتبر جلالة الملك أن المشاركة المكثفة لساكنة الصحراء في هذه المحطة الإنتخابية تعطي للمنتخبين الذين حازوا ثقة الساكنة الشرعية الكاملة في تمثيل الصحراويين .

وحري بالذكر أن مرشحي حزب الإستقلال قد إكتسحوا نتائج هذه الإنتخابات من خلال تصدر حزب الميزان واجهة المشهد السياسي بالصحراء  في هذا الإستحقاق الإنتخابي المفصلي من عمر التجربة الديمقراطية في ظل الصلاحيات الواسعة التي أناط بها دستور 2011  الإطار المسير للمجالس الجماعية و الجهوية و ذلك للإضطلاع بمهمتها فيما يخص النهوض بالواقع الإقتصادي و الإجتماعي للمواطنين .

و يعزي العديد من المراقبين للشأن الإنتخابي بحواضر الصحراء النتائج المشرفة التي حققها حزب الإستقلال للدور الطلائعي الذي لعبه منسق الجهات الجنوبية الثلاث السيد مولاي حمدي ولد الرشيد الذي نجح حزبه في حسم السباق لصالحه على رئاسة جهتي  "العيون الساقية الحمراء " و  " جهة الداخلة واد الذهب " المعنيتين أساسا بنزاع الصحراء كما بسط حزب الميزان سيطرته المطلقة على رئاسة الجماعات المحلية و القروية بالصحراء.

 وهكذا أضفى جلالة الملك محمد السادس الشرعية على هذه النتائج المستحقة لحزب الميزان بالصحراء و ذلك من خلال تشديده على أن الممثل الحقيقي للصحراويين هم من وشحتهم الساكنة بثقتها و أصبغتهم بمشروعية تمثيلها و المرافعة عن مطالبها و في هذا الإطار يأتي الخطاب الملكي ليعكس الرضى المولوي على الصحروايين مواطنين و مرشحين و مؤكدا العناية الخاصة التي يحيط جلالة الملك رعاياه الأوفياء بالأقاليم الجنوبية .

Tweet