الصحراء زووم : إبراهيم الشريف

بدون سابق إنذار وبسرعة قياسية وجد العثماني الوصفة السحرية التي لم يكن يتوقعها أي أحد وهي ضم الإتحاد الإشتراكي للحكومة لإنهاء لبلوكاج ؟

أوليس هذا هو العبث بعينه كيف يعقل أن يحتقر العثماني أو بمعنى أصح من يقف ورائه ذكاء الشعب المغربي ؟

ألم يكن من الممكن أن تهيىء الظروف لبنكيران كما هيئة للعثماني لضم حزب لشكر وتجاوز الإشكال من البداية !

أم أن هذا السيناريو كان مطروحا بعد الثامن من أكتوبر وما تكليف بنكيران سوى لجعله أرنب سباق يرفع الريتم ويزيد من السرعة يتقدم الكوكبة يواجه الرياح ثم ينسحب في الأمتار الأخيرة بعد أن يكون قد أنهك لترك البطل يفوز بأريحية تامة .

على العموم هذا موضوع طويل عريض يحتاج لأكثر من مقال لفك شفرته وفهم أبعاده وكواليسه .

لنعد إلى تفاصيل عنوان هذا المقال .. لماذا إتصل العثماني مباشرة بعد إعلان تشكيل التحالف الحكومي باللجنة الثلاثية الممثلة لحزب الإستقلال والتي تضم ولد الرشيد والسوسي وتغوان .

بعض المنابر الوطنية ذهبت بعيدا وأعتبرت أن الأمر مرتبط بإقتراح بعض الحقائب على  بعض الوجوه الإستقلالية ولكن بقبعة تيقنوقراطية .

البعض الأخر جزم بأن المسألة تخص تقديم إعتذار بصيغة توضيح لأن العثماني فطن أنه قلل من إحترام حزب علال الفاسي عندما باشر معه المفوضات في مساء وأعلن تشكيل التحالف الحكومي في الصباح دون أن يكلف نفسه عناء إخبارهم بذلك بمعنى " أجي نقولك .. ما كاين ما نقولك " .

الصحراء زووم عبر مصادرها الخاصة وللتوضيح  أكثر تكشف حصريا ولأول مرة السبب الحقيقي لإتصال العثماني باللجنة الثلاثية وخلفية رفض هذه الأخيرة الحضور للقائه .

العثماني ومنذ إعلان تشكيل التحالف الحكومي وهو يعيش حرب شعواء داخل حزب العدالة والتنمية الذي لم يعد بعد إعفاء بنكيران وقبول إنضمام الإشتراكيين على قلب رجل واحد .

وهو ما بدأ يظهر للعلن من خلال  بعض تدوينات مناضلي الحزب وكتائبه على مواقع التاصل الإجتماعي ولعل أخرها تدوينات أبناء بنكيران ورد القيادي البارز المقرب من العثماني محمد يتيم الذي هاجم بشدة من إتهمهم بالدفع في إتجاه جعل بنكيران قديسا .

هذا الوضع المتوتر والغير مسبوق في حزب لبيجدي فرض على العثماني البحث في دفاتر بنكيران القديمة عبر جس نبض حزب الإستقلال ومدى قبوله الحفاظ على الموقف القاضي بمساندة الحكومة نقديا .

لأن العثماني بدأ يفهم أن السواد الأعظم من برلمانيي حزبه غير راضيين تماما على ما يقع وهو مايعني وبنسبة كبيرة إمكانية تصويتهم ضد البرنامج الحكومي وبالتالي خلق بلوكاج جديد من نوع مختلف .

إذا أصبح البحث عن أغلبية مريحة خارج التحالف الحكومي ضرورة ملحة للعثماني للخروج من هذا المأزق الغير متوقع  .

 وطبعا كان الإتجاه رأسا صوب  حزب الإستقلال بإعتباره الخير الأفضل والأنسب .

 والعرض هو ... ساندوني اليوم وسأقف إلى جانبكم غدا بمعنى صوتوا على البرنامج الحكومي وأعدكم بالدخول إليها في أول تعديل .

 أحد مصادرنا الخاصة أكد أن العضو الأقوى في هذه اللجنة الثلاثية رفض  التسرع في لقاء العثماني وأختار التريث قليلا لأنه يعرف جيدا أن حزب الإستقلال سيكون بعد تنظيم بيته الداخلي أكثر قوة ليتحول من أحد أسباب المشكل (عهد شباط)  إلى جزء من الحل  (ما بعد شباط .....) .

Tweet