الصحراء زووم _ حمدي ولد الرشيد ... ولكم في نجاحه لعبرة (بقلم: محمد سعيد التليميذي)

 



أضيف في 6 أكتوبر 2016 الساعة 09:00


حمدي ولد الرشيد ... ولكم في نجاحه لعبرة (بقلم: محمد سعيد التليميذي)


بقلم : محمد سعيد التليميذي

إن الحديث عن الفعل السياسي داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة حديث ذو شجون ، و لذا يهمنا تسليط الضوء على حالة العمل السياسي بصفة شاملة في مناطقنا الصحراوية  وهو إبراز نماذج استطاعة  أن تختط لنفسها مسارات  مضيئة من واقعنا الصعب جعلها تحظى باحترام الجميع بما فيهم خصومها ومناصروها و أصدقائها و حلفائها .


ولعل شخصية السيد مولاي حمدي ولد الرشيد تعكس حالة النجاح والتفرد ضمن شروط صعبة و آليات بسيطة فالرجل صنع لنفسه مجدا قل نظيره في هذه الربوع ، والحديث عن نجاحاته أمر يطول لكن سنحاول الوقوف على أهمها لعلها تحفز أجيال جديدة و تنير لها الدرب  المليئ بالعتمة والسواد .

 

انخرط  مولاي حمدي ولد الرشيد في العمل العام منذ سبعينات القرن الماضي وتقلد مناصب كثيرة و متنوعة يتوجها حاليا برئاسة المجلس البلدي الذي كان الإنطلاقة الحقيقية لنجاحات الرجل الذي تمكن من جعل مدينة العيون اكبر حاضرة في الأقاليم الصحراوية عن طريق مجموعة من المشاريع الضخمة والمتنوعة مكنت المدينة من ان تكون قبلة للمستثمرين والمنعشين مذللا بذالك مجموعة من الصعاب الجغرافية والبيروقراطية في وجههم كما أن الرجل أعطى بعدا أخر للعمل الحزبي بالصحراء , وهو الذي كان يشهد عزوفا لا تخطئه العين،  وذالك عن طريق إدماج فئات عريضة من المجتمع وإشراكها في العمل الحزبي، وهو أمر لم يتأتى لأحزاب عريقة عمدت للحديث للشعب من أبراج عالية دون النزول إليه لسماع مطالبة ومحاولة تلبيتها، او على الأقل الإلمام بها كحد ادني السيد مولاي حمدي ولد الرشيد المنسق الجهوي لحزب الاستقلال نجح في أن يضع حزب علال الفاسي في صدارة كل المناطق الجنوبية عن طريق مجموعة من السياسيات لعل أهمها :

-الانتشار الواسع للحزب داخل المدن والمداشر، ففي مدينة العيون يملك الحزب أزيد من   9 مقاعد برلمانية بالغرفة الثانية لمجلس البرلمان  بجهات الصحراء فقط، علاوة على تغطية كل النقاط السكانية بالمناطق الجنوبية  من خلال أكثر من ثمانية فروع منتشرة بإقليم العيون لوحده .

-الانفتاح الكبير للحزب على فئتي النساء والشباب وهما قوته الضاربة التي يحسب لها ألف حساب، وهو ما يظهر جليا من خلال تجمعات الحزب وتظاهراته ونسجل هنا أن أعضاء الحزب من الشباب دون الأربعين يمثل ما عدده  6000 عضو  فيما يتجاوز عدد النساء المنخرطات  بالحزب بالعيون 13000 إمرأة.

- اعتماد الحزب على التسويق السياسي الجيد والمحكم عن طريق مجموعة من الفاعلين والاعلاميين والحزبيين والأكاديميين.

- انفتاح الحزب على الفعاليات والحساسيات العمالية والاجتماعية من عمال وصيادين وأرباب سيارات الأجرة وأصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة وغيرهم من الفئات الاجتماعية الأخرى، إن ما سبق من  سياسات وغيرها التي انتهجها السيد حمدي ولد الرشيد أتت أكلها بشكل فاعل وجعلت حزب الاستقلال ملئ  السمع والبصر ولعل نتائج كل الانتخابات السابقة خير دليل على ذلك فقد احتل الحزب الصدارة في الاستحقاقات لا بل اكتسح في بعضها. مما فرض احترام هذا الرجل حتى من لدن خصومه بعدما رأوا بأم العين الاوراش المفتوحة في العيون والمشاريع العملاقة المنجزة ومن رأى ليس كم سمع .

ولكن رب قائل يقول إنها أوراش الدولة ومشاريعها تنفذها أنا شاءت ولكننا نقول لولا المرافعات المستميتة للسيد حمدي ولد الرشيد وزملاؤه على المستوى البرلماني والحكومي من أ جل أن تنال المنطقة ميزانيات وموارد جيدة من اجل انجاز كل المشاريع والاوراش التي تفتح في العيون بالخصوص  على مدار السنة  لما كان حال العيون على ما هي عليه اليوم .

وهنا نستحضر دليلا ربما يسكت بعض الأفواه وهو وجود مدن مغربية تفوق العيون ديموغرافيا واقتصاديا ومع ذلك فإن الميزانيات المرصودة لها دونما هو مرصود للعيون بكثير , إن فشل القضية رغم عدالتها مرده إلى المحامي الفاشل كما يقال.


وفي نفس الصدد يحسب للرجل نجاحه في الترويج للنموذج التنموي لمدينة العيون ، حيث عقدت بلدية العيون مجموعة من الشراكات الدولية  مع بلديات كثيرة أروبية وأفريقية جعلت من العيون قبلة للكثير من الوفود الأجنبية للتدارس التجارب ومد جسور التعاون بين المدن والبلديات وخلق مجموعة من التوأمات التي عادت بالنفع العميم على بلدية العيون وسكانها.


إن قائمة انجازات السيد حمدي ولد الرشيد ونجاحاته الطويلة  ربما لا يتسع المجال لذكرها ولكن عزاؤنا أننا سنلامس أهمها رغبة في إنصاف الرجل ويبقى في هذا الصدد اهم انجاز سيذكره سكان مدينة العيون لابنهم البار لأجيال عديدة هو إعادة تهيئة المدينة عمرانيا وفتح مجموعة من المجالات الترابية التي كانت مغلقة حتى وقت قريب في وجه سكان المدينة وإقامة عدة متنفسات فيها من الحدائق والساحات ومكتبة وسائطية ومجموعة من ملاعب القرب لجميع الرياضيات ، كما شق مجموعة من الطرق وسط هذه المجالات شكلت متنفساٍّ حقيقياٍّ لشوارع المدينة التي كانت مكتظة ومزدحمة ، وأصبحت هذه الطرق رئة أخرى تتنفس بها مدينة العيون وخففت السير وسط المدينة ، وهو الأمر الذي يحسب للسيد حمدي ولد الرشيد بلا منازع.

كما أن رعاية الرجل بفئتي النساء والشباب يشكل سمة بارزة في أقوال وأفعال الرجل ، وما يسجل لمولاي حمدي ولد الرشيد بمداد ذهب الفخر و العزة  تجسيده لهذا التوجه العام بشكل عملي وتكريسه لريادة النساء والشباب في المشهد الحزبي بالمناطق الجنوبية ، علاوة على دفعه بمجموعة من الأسماء الشابة  الصحراوية لتصدر واجهة المشهد الحزبي بإقليم العيون مسلحة بدعم منقطع النظير من لدن منسق الجهات الجنوبية الثلاث ، مما حذا بهم إلى تبوأ مناصب المسؤولية في  إدارة الشأن العام بهذه الربوع.


إن تجربة من هذا النوع ، وبهذا النجاح لا يملك المرء إلى أن يحيي صاحبها ويقف مشدوها أمام روعة الإنجاز الذي هو المشروعية الوحيدة التي يملكها الفاعل السياسي والتي يمكن أن يحتج بها في الدولة الحديثة وما استقراؤنا لإنجازات السيد حمدي ولد الرشيد إلى رغبة منا في جعل تجربته الخاصة مشاعاٍّ للجميع للتأمل والتدبر وخاصة النخبة السياسية الصحراوية التي ترنو دائما للظل حتى تحولت لمجرد واجهة لتأثيث المشهد الحزبي على المستوى الوطني لا تقدم ولا تؤخر من الأمر شيئ اللهم التهليل و التطبيل لقرارات القيادات السياسية لأحزابها وهو ما تجلى بشكل مكشوف و فاضح بعد عجزهم عن تمرير ولو إسم  واحد من أهل الصحراء ضمن لائحة الشباب أو اللائحة الوطنية للنساء  لذا يبقى الرهان الأول و الأخير و الملاذ هو مولاي حمدي ولد الرشيد الذي فعل ما عجزوا عن فعله مجتمعين و هو قادر على العطاء أكثر إذا ما وشحته الساكنة بثقتها و هي قادرة على منحه المقاعد الثلاث متى ما صح العزم منها .





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
الجهـوية المتقدمة وإشكالية التقطيع الترابي
الحكم الذاتي والجهوية الموسعة..
سيدي إفني، هل فقدنا الأفق؟؟؟
فيضانات كلميم الدروس والعبر..فهل من معتبر؟؟؟
2015 : للصحراء رب يحميها
سياسة الحيوانات ؟
عفوا لست بشارلي...!!
عدنا والعود أحمد...حرية الرأي والتعبير.. إلى أين ؟؟؟
المعطل الصحراوي، بين مطرقة التخبط والإرتزاق و سندان الإقصاء.
توفيق بوعشرين: طاحت الصمعة علقوا الحضرمي