احتضنت قاعة الندوات بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، مساء أمس الاثنين، محاضرة في موضوع " الحركية الثقافية والعلمية بالصحراء المغربية " قدمها حمادي هباد، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش .
وأبرز حمادي هباد في عرضه، الذي تتبعته ثلة من الدبلوماسيين والأساتذة الجامعيين والباحثين والصحفيين والطلبة، الحركية الثقافية والعلمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة بفضل تشكل نخبة جامعية صحراوية وانخراط مؤسسات الحكامة التابعة للدولة، من بينها على الخصوص وكالة تنمية أقاليم الجنوب والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، فضلا عن المجتمع المدني الفاعل النشيط في هذا الفعل الثقافي والعلمي.
وقال هباد إن هذه الحركية الثقافية والعلمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة هي وليدة الدستور المعدل لسنة 2011، الذي أقر التعددية الثقافية، مبرزا أن من نتائج هذه الحركية تحقيق تراكم كمي وكيفي من أبرز تجلياته تعدد المنشورات والندوات والأيام الدراسية والمهرجانات، التي أصبحت تقام حول اللغة والمسرح والشعر والأدب والسينما والتي جعلت من الصحراء والحسانية شأنا ثقافيا وعلميا.
وسجل المبادرات الرامية إلى المساهمة في خلق هذه الحركية من خلال تشكيل جمعيات للباحثين في الشأن الثقافي الصحراوي والحسانية ليس باعتبارها ثقافة بل لغة حاملة لعدة قيم ، مذكرا بإسهام مواسم دينية، باعتبارها تراثا شفويا لا ماديا منها موسم آسا الذي اكتسى هذه السنة بعدا إفريقيا، ومهرجانات فنية وثقافية وسينمائية في مختلف المدن، في إثراء الساحة الثقافية والفنية بالمنطقة وإبراز مؤهلاتها الثقافية والتراثية .
ومن جهته ،أشار مدير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط محمد القادري إلى أن المحاضرة، التي نظمت بتعاون مع المركز الجامعي للدراسات الصحراوية بمدينة أطار الموريتانية، تندرج في إطار اهتمام المركز بكل ما يساهم في دعم التعاون القائم بين مختلف المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية بالمغرب وموريتانيا، والتي تعتبر تجسيدا وتفعيلا على أرض الواقع للتعاون الثقافي والعلمي وللاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين في هذا المجال.
ويذكر أن حمادي هباد، باحث في عدة مجالات منها فلسفة العلم وتاريخ الفكر وفلسفة اللغة وتحليل الخطاب وعلم الخيال والجمال والأدب والمتخيل الأنثروبولوجي في الصحراء، كما شارك في العديد من الندوات والملتقيات العلمية الوطنية والدولية، وله عدة إصدارات في مجال الفلسفة والثقافة الحسانية.