هذه تفاصيل زيارة الرئيس الموريتاني لرواق وكالة الجنوب
الصحراء زووم : محمد كنتور
قام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بزيارة للرواق المغربي بمهرجان المدن القديمة المقام بمدينة شنقيط التاريخية.
وتجول ولد الشيخ الغزواني مرفوقا بوفد مغربي يقوده وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وسفير المملكة المعتمد في نواكشوط، في الجناح وتابع مجمل العروض المقدمة.
وتشارك المملكة المغربية في هذه الدورة كضيف شرف، حيث تميزت مشاركتها بتنظيم معرض للصور التاريخية والمخطوطات وخيام موضوعاتي لعرض نمط العيش لدى البدو الرحل بالجنوب المغربي ومعرض للمنتجات الطبيعية، إضافة إلى الباحثين الذين شاركوا في الندوات الثقافية والشعرية، كما استضافت الدورة 9 لمهرجان المدن القديمة، فرق فنية وأدباء من الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب تحضر ضمن الوفد المغربي المشارك بهذا المهرجان بشكل فعال في المعرض، وذلك من خلال أربع خيام (أروقة) موضوعاتية، تصب كلها في اتجاه إبراز جهود صيانة الذاكرة التاريخية للأقاليم الجنوبية، والطفرة النوعية التي تشهدها مدنها على مختلف الأصعدة.
وقد خصصت الوكالة أولى هذه الخيام لإبراز التحول العمراني الذي عرفته هذه المدن، وذلك تحت عنوان "من المدن العتيقة إلى الحواضر المتجددة"، بينما تسلط الخيمة الثانية الضوء على الثقافة الحسانية باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية، أما الثالثة فخصصت لعرض معالم النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، إذ تبرز ما ينجز بها على مستوى المشاريع التنموية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ومن بنيات تحتية كالطرق والموانئ والسدود والطاقات المتجددة وغيرها، فضلا عن الجهود المبذولة لتعزيز جاذبيتها كوجهة سياحية.
أما الخيمة الموضوعاتية الرابعة، فخصصتها الوكالة لإبراز مظاهر الكرم وحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال المغربية في كل تجلياتها، وكذا لاحتضان ندوات وجلسات علمية، وفقرات تنشيطية تحييها فرق طرب الآلة والطرب الحساني، وتستقطب في كل مساء، أعدادا من عشاق هذين اللونين الغنائيين.
وأفردت الوكالة أيضا لمؤسسة الموكار، التي تنظم موسم طانطان السنوي، الذي كانت موريتانيا ضيف شرف دورته الأخيرة، خيمة للتعريف بثقافة الصحراء، خاصة ما يتعلق بتقاليدها وتراثها اللامادي وتجلياته الشفهية، وكذا إبداعاتها الفنية، ويتوسط رواقا وزارة الثقافة ووكالة الأقاليم الجنوب، رواق (خيمة) مؤسسة دار الصناع، والذي يعرض منتوجات نوعية من الصناعة التقليدية المغربية، ويظهر فيه ثلاثة صناع ينحدرون من مدن فاس ومراكش والعيون مهاراتهم في ثلاث حرف، هي النحاسيات والخراطة والحلي، كما يعكس التشابه الكبير بين منتوجات هذه الصناعة بالأقاليم الجنوبية.
وكانت وزارة الثقافة قد أكدت في بلاغ لها أن المشاركة المغربية في فعاليات هذا المهرجان، تروم تكريس الجهود الرامية إلى التعريف بالقيمة الإنسانية والكونية والحضارية، التي يكتسيها الإرث الثقافي المشترك بين البلدين، المتمثل في المدن العتيقة، التي لعبت، ولا تزال، أدوارا تاريخية واجتماعية وثقافية وعلمية هامة، وسمت الهوية والذاكرة المشتركتين بين شعوب المنطقة، انطلاقا من قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني”، مشيرا إلى أن المغرب “أعد برنامجا غنيا ومتنوعا، يشمل تنظيم ندوات فكرية، ومعارض، و أروقة فنية وتراثية، وسهرات فنية، بمشاركة عدد من أهل الفن والفكر والثقافة”.