الصحراء زووم : سيد احمد السلامي
بعد الإنتصارات الديبلوماسية المتوالية التي حققها المغرب على صعيد تعزيز موقفه بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء، والدفاع عن وحدته الترابية، وتواصل مسلسل فتح القنصليات لدول اغلبها من القارة الإفريقية بالأقاليم الجنوبية، تعمل الديبلوماسية الجزائرية جاهدة على حشد حلفائها داخل القارة، فيما يبدو أنه تحرك ديبلوماسي استباقي، لمواجهة أي محاولة من جانب الدبلوماسية المغربية وحلفائها في الاتحاد الافريقي، لطرح مسألة عضوية جبهة البوليساريو بالمنظمة القارية، وذلك بعد اتساع رقعة الدول الإفريقية، التي باتت تقتنع بوجهة النظر المغربية بخصوص هذا النزاع.
فبعد أن حط وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الرحال بجنوب إفريقيا، أين التقى هناك بالرئيس الجنوب افريقي سيريل رامافوزا ونظيرته ناليدي باندور، قام بوقادوم بزيارة لمملكة الليسوتو التي تقع داخل حدود جنوب إفريقيا، وذلك قبل أن يقوم بزيارة لجمهورية انغولا، زيارات كان القاسم المشترك لجدول أعمالها، هو التطورات التي يعرفها النزاع الإقليمي حول الصحراء.
تحركات ديبلوماسية جزائرية بعواصم أفريقية معروفة بقربها من مواقف الجزائر، والتي ينتظر أن تشمل ناميبيا وزيمباوبوي والموزمبيق وبوتسوانا، تأتي في ظل استشعار الجزائر لاستعداد المغرب لتوجيه ضربات ديبلوماسية جديدة، قد يكون عنوانها الأبرز هذه المرة، هو إخراج البوليساريو من الاتحاد الأفريقي.
بوقادوم الذي وصف في تصريح لوسائل الإعلام بجنوب إفريقيا الوضع الإقليمي ب"الحرج للغاية"، في إشارة واضحة إلى التطورات المتسارعة وغير المسبوقة التي يعرفها نزاع الصحراء، وذلك بعد الإنتصارات الديبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب، يحاول من خلال هذه التحركات حشد حلفاء الجزائر داخل القارة الإفريقية، خاصة الدول الأنجلوساكسونية المعروفة بممالأتها لطروحات الجزائر والبوليساريو، والعمل على تنسيق المواقف لمواجهة أي تحرك من جانب المغرب وحلفائه داخل الإتحاد الافريقي.
وتأتي هذه التحركات في ظل الانتصارات الدبلوماسية الهامة التي حققها المغرب، بدءا بإنطلاق مسلسل فتح القنصليات الأفريقية بكل من العيون والداخلة، مرورا بحسم معركة الكركارات، بعد أن ظلت البوليساريو تستعملها كورقة للضغط على الأمم المتحدة، خاصة عند اقتراب مواعيد مناقشة ملف الصحراء بمجلس الأمن، وانتهاء بالقرار التاريخي الذي اتخذته الولايات المتحدة، والقاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء، وافتتاح قنصلية أمريكية بالداخلة، وإعلان مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر من قلب الجزائر العاصمة، أن الحكم الذاتي هو الأساس لحل نزاع الصحراء، وذلك قبل أن يحط الرحال بالعيون والداخلة، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع المستوى للأقاليم الجنوبية.