الصحراء زووم : نفعي عزات
لو كان لأهل الصحراء أن يقفوا وقفة رجل واحد ويصفقوا لمسؤول ما. لفعلوا ذالك مع حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، فقد عقد المجلس الذي يرأسه هذا الشاب الأسبوع الماضي إجتماعا يدخل ضمن دورة ماي العادية والذي حضره كل من والي الجهة وعامل طرفاية وبوجدور.
الإجتماع إنبثق عنه قرار عقدت بموجبه اتفاقية شراكة مع جامعة بن زهر لأجل تمديد نفوذها ويكون لها ملحقة بالجماعة الحضرية العيون، وإن على مستوى الشعب العلمية التي بإمكانها أن تلح وتشجع الجامعة نفسها وأصحاب القرار، لفسح المجال أمام الشعب الأخرى كالآداب والحقوق والإقتصاد، والتي تلقى اقبالا كثيفا من أبناء الصحراء مقارنة مع مثيلاتها في العلوم.
أنه لخبر طبيعي عند البعض. لكنه عكس ذلك تماما عند الطلبة الصحراويين الذين رحبوا بهذه المبادرة الشجاعة التي قام بإخراجها مجلس جهة العيون والذي بفضلها سيتقي الشاب الصحراوي ذو التوجه العلمي، عناء السفر وسيتجنب البعد عن الأهالي الذين دوما ما يأخذوا من رزرقهم وقوتهم لينعم ابناءهم الطلبة بجو معيشي ودراسي مريح.
أما العوائل التي لا تتوفر إلا على دخل محدود لا يسمح لها بأقتسامه مع أحد فإن ابنها الحاصل على شهادة الباكالوريا حديثا، إما أن يزج بنفسه في أحد المعاهد أو أن يجرب حظه لإيجاد فرصة داخل الأعمال الحرة، والتي لا تأتي غالبا و إن أتت، فإن مدخولها لا يكفي حتى لتغطية مصروف مقهاه ورصيد هاتفه....دعك من المأكل والملبس والمسكن.
لقد حان الوقت أكثر من وقت مضى لأن يكون لجهة العيون جامعة كاملة الأوصاف خاصة بها. فهاته الجهة ونظرا لما تشهده من توسع مجالي ونمو ديمغرافي وبنية تحتية "المكتبة مثلا"، والذي بات لزاما على الدولة أن تنتبه له وتقوم بالواجب وتعمل على ذالك .فاتفاقية الشراكة المنعقدة مع جامعة ابن زهر الأسبوع المنصرم لم تأتي فجأة ولا عبثا.
لقد جاءت نتيجة تحركات ولقاءات قام بها رئيس الجهة مع عدد من المسؤولين وذوي القرار، وهي خطوة بإمكانها ان تعبد الطريق لكي يصير للجهة جامعة مستقلة عن ابن زهر ومتوفرة على رئاسة وكليات متعددة، وحيا جامعيا سيؤوي الوافدين من الداخلة وبوجدور والسمارة و طانطان وكليميم..الطريق سيكون ولا شك شاقا وطويل، لكن حتما له نهاية.