الصحراء زووم : سيد أحمد السلامي
دعا حلف شمال الأطلسي "الناتو" موريتانيا لحضور قمته الحالية في مدريد، في تطور لافت يعكس تزايد الإهتمام الغربي بمصالح استراتيجية وحيوية في غرب إفريقيا، وحدة الإستقطاب الإقليمي والدولي في المنطقة.
وكشف حلف شمال الأطلسي عن عزمه تقديم حزمة مساعدات لموريتانيا، وذلك خلال قمة رؤساء دول الحلف في مدريد بإسبانيا، فيما تحدث مراقبون عن إمكانية بناء قاعدة للحلف شمال موريتانيا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس في مدريد، إن حزمة المساعدات هذه هدفها دعم جهود موريتانيا في التعامل مع أمن الحدود والهجرة غير النظامية والإرهاب، ولم يعلن، ينس ستولتنبرغ، تفاصيل عن حجم هذه المساعدات ولا نوعيتها.
وشارك وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، في الجلسة الختامية لقمة الناتو، كما وجهت له الدعوة لحضور عشاء عمل لبحث التحديات الأمنية في الساحل الإفريقي ومشكلة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وما أسماه مصدر دبلوماسي، "النشاط المثير للقلق والخطير" لروسيا في المنطقة.
ووصف وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بعد اجتماعه مع ولد مرزوك في مدريد، على هامش قمة الناتو، موريتانيا ب"الشريك الرئيسي في الأمن الإقليمي، وبأنها تحرز تقدما في مجال حقوق الإنسان، كما أن "التعاون معها متواصل ومهم".
وكان ينس ستولتنبرغ، قال في تصريحات أمس الأربعاء، إن موريتانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة الساحل التي تسيطر على أراضيها وعلى حدودها، وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، وأضاف أنه عند الحديث عن التعاون دول الساحل فإن موريتانيا تذكر في الطليعة.
في سياق متصل قال مراقبون ان إسبانيا تعتزم إقناع التكتل خلال هذه القمة التي تحتضنها مدريد، بالأهمية الاستراتيجية للتهديدات التي يتعرّض لها جناحه الجنوبي، وشدد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس خلال مؤتمر صحافي على أن "التهديدات تأتي من الجناح الجنوبي بقدر ما تأتي من الجناح الشرقي".
وتشير مدريد صراحة إلى التهديدات الروسية في إفريقيا، ولمحت أيضاً إلى أن موسكو هي التي تقف خلف خلافها مع الجزائر، وقال ألباريس "للأسف، التهديدات التي تأتي من الجنوب هي أكثر فأكثر تهديدات روسية آتية من الجنوب"، وتندد الحكومة الإسبانية بالوجود المتزايد لمرتزقة روس من مجموعة "فاغنر" الخاصة في مالي وإفريقيا الوسطى.