الصحراء زووم  : مصطفى شكيريد

تزامنا والاحتفالات المخلدة للذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد التي تصادف 30 من يوليوز، من المزمع أن تفتتح المكتبة الوسائطية الكبرى التي أشرف على إنجازها المجلس الجماعي للعيون، أبوابها في وجه المهتمين بالمجال الثقافي والمعرفي.

المكتبة الوسائطية الكبرى التي تعد صرحا معرفيا هاما، والتي تتربع على مساحة تناهز 26.000 مترا مربعا، تم تشييدها من قبل المجلس الجماعي للعيون، حرصا منه على تشجيع الثقافة والمعرفة وإعطاء العناية اللازمة لهذا المجال على غرار باقي المجالات، وذلك في سياق مقاربة تنموية يروم من خلالها المجلس ملامسة كافة المجالات والميادين خلال تنزيله لمشاريعه وأوراشه التنموية.

مشروع ثقافي ضخم أولاه المجلس الجماعي للعيون بتوجيهات من رئيسه مولاي حمدي ولد الرشيد عناية خاصة، حيث تم تجهيز هذه المكتبة بالكتب والمخطوطات اللازمة، وبجميع المرافق والتجهيزات التي تميز الصروح الثقافية الكبرى، سواء من حيث تصميمها أو من حيث محتوياتها المتنوعة، والتي يهدف من خلالها المجلس الجماعي، إلى الاهتمام بالثقافة الحسانية وإبرازها باعتبارها أحد روافد الهوية المغربية، وإلى صون التراث الحساني وتثمينه خدمة للتنمية المستدامة، وكذا جمع المخطوطات التاريخية، وكل ما يتعلق بالتاريخ، وذلك بهدف حفظ الذاكرة الجماعية للمنطقة، وإبراز ارتباطها بالمملكة المغربية وبالعرش العلوي المجيد.

وتتوفر هذه المكتبة التي تعد الثانية من نوعها على المستوى الوطني والثالثة على المستوى الإفريقي، على قاعة للمؤتمرات، وقاعة للمطالعة، ومستودع للكتب، ونادي للصحافة، وآخر للإعلاميات وثالث للسينما، بالإضافة إلى قاعة خاصة بالعروض، ومركز لإصلاح الكتب وآخر لتخزينها، فضلا عن توفيرها لإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية وغيرها من الوسائط الرقمية وإمكانية الاطلاع على ملايين الكتب ومصادر المعلومات والمحتوى من جميع أنحاء العالم..

وستكون هذه المعلمة الثقافية متاحة لمختلف شرائح المجتمع خاصة طلبة المدارس والجامعات وهواة القراءة والمطالعة من خلال كتب وإصدارات متوفرة ورقيا ورقميا، تتناول موضوعات شتى ومتنوعة تناسب مختلف الاهتمامات كاللغات والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والصحة والرياضة وتطوير الذات والأدب والمعلوميات، بما في ذلك الإصدارات الروائية والقصصية المتوفرة بالعديد من اللغات، كما تضم فضاء للجلوس لتصفح الكتب ضمن بيئة مريحة ومحفزة على القراءة.

واستعدادا لافتتاحها وتكريسا للمقاربة التشاركية التي ينتهجها المجلس الجماعي للعيون في تدبير المرافق الجماعية، وحتى تكون هذه المعلمة الثقافية في مستوى تطلعات وانتظارات الساكنة، خرجت جماعة العيون الاسبوع المنصرم بإعلان هام دعا من خلاله رئيس المجلس الجماعي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد، كل المهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي من أساتذة وطلبة وباحثين في كافة التخصصات والمجالات، إلى الإسهام بشكل بناء في عملية تجهيز المكتبة الوسائطية الكبرى بالكتب والمراجع العلمية التي من شأنها أن تلبي إحتياجاتهم البحثية والأكاديمية.

ولد الرشيد دعا الفاعلين في الحقل الثقافي والمعرفي إلى تقديم مقترحاتهم المتعلقة بها حتى يتسنى للمجلس الجماعي اقتناءها وتوفيرها وفقا لما هو ملائم للاحتياجات والاهتمامات المعبر عنها من طرفهم، وذلك عبر ملء الاستمارة المعدة لهذا الغرض، والتي يمكنهم الوصول إليها بسهولة عن طريق البوابة الرسمية للجماعة، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية.

مشروع ثقافي رائد على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، ما كان له أن يبصر النور، لولا التوجيهات والمتابعة اليومية لرئيس المجلس الجماعي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي حرص على الوقوف وبشكل ميداني لمتابعة إنجازه وتنزيله على أرض الواقع، وذلك في إطار جهوده الدؤوبة لتنزيل البرنامج التنموي الطموح الذي يهدف إلى تحقيق إقلاع تنموي ينعكس بشكل ايجابي وبناء على المدينة، ويستجيب لحاجات الساكنة في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية.

Tweet