الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

أسفرت الانتخابات الرئاسية في بوليفيا التي جرت الأحد الماضي، عن تأهل مرشحين من التيار اليميني إلى الجولة الثانية، ما ينهي عقدين من حكم اليسار الذي ارتبط باسم الرئيس السابق إيفو موراليس.

وأظهرت النتائج الأولية تقدم السناتور رودريغو باز بحصوله على 32,15 في المئة من الأصوات، متبوعا بالرئيس الأسبق خورخي "توتو" كيروغا بنسبة 26,87 في المئة، بعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات، فيما حلّ رجل الأعمال صامويل دوريا ميدينا ثالثا بـ19,86 في المئة، وأعلن دعمه لباز في الجولة الثانية.

ويمثل هذا التحول السياسي نهاية مرحلة من حكم اليسار الاشتراكي الذي قاد البلاد منذ 2005، وهو التيار الذي تبنى مواقف داعمة لجبهة البوليساريو، حيث ظلت بوليفيا تحت حكم إيفو موراليس وحلفائه من بين دول قليلة في أمريكا اللاتينية ما تزال تعترف بها، وتحتفظ بعلاقات قوية معها.

ويرى مراقبون أن سقوط اليسار الراديكالي من السلطة في بوليفيا قد يفتح المجال أمام مراجعة محتملة لموقفها من نزاع الصحراء، في انسجام مع الدينامية التي تعرفها مواقف عدد من دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فقد اختارت عدة عواصم سحب اعترافها بالبوليساريو وإعلان تأييدها للمسار الأممي الرامي إلى إيجاد حل سياسي واقعي ومتوافق بشأنه، فيما ذهبت أخرى إلى حد إعلان دعمها الصريح للسيادة المغربية على الصحراء، ولمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب باعتبارها الحل الجاد والوحيد الكفيل بإنهاء هذا النزاع الإقليمي. 

وبينما يستعد البوليفيون للجولة الثانية التي ستحدد هوية الرئيس المقبل، تشير كل التوقعات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعديلا في أولويات السياسة الخارجية، خصوصا مع وجود رغبة لدى المرشحين في تعزيز علاقات البلاد مع الولايات المتحدة وأوروبا، والانفتاح على شراكات اقتصادية جديدة، والقطع مع التحالفات السابقة ذات الطابع الإيديولوجي.

Tweet