الصحراء زووم : محمد كنتور

في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والاعتزاز، خرجت ساكنة مدينة العيون مساء اليوم الجمعة عن بكرة أبيها إلى ساحة المشور السعيد، للاحتفال بالقرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الوطنية، والذي يؤكد، بحسب نصه الذي اطلعت عليه الصحراء زووم، أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب سنة 2007، تمثل الأساس الوحيد لتسوية هذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، في انتصار ديبلوماسي تاريخي وحاسم للمغرب، وضربة قاصمة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة.

وعرفت هذه الاحتفالات حضورا وازنا لشخصيات سياسية ومنتخبة من أبناء المدينة، في مقدمتها السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، والسيد سيدي محمد ولد الرشيد، إلى جانب فعاليات مدنية وشبابية وثقافية، حيث عبر الجميع عن اعتزازهم العميق بهذا المكسب الدبلوماسي الكبير الذي يرسخ سيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، ويعزز المكانة الإقليمية والدولية للمغرب كقوة استقرار وتنمية في المنطقة.

وغصت ساحة المشور بالمواطنين القادمين من مختلف أحياء المدينة، حاملين الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وارتفعت الهتافات الممجدة للوحدة الترابية ولجلالة الملك، فيما صدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية وأغاني المسيرة الخضراء، في مشهد مؤثر يجسد عمق الانتماء الوطني الراسخ في نفوس أبناء الصحراء المغربية.

وعبر المواطنون عن دعمهم المطلق للجهود الدبلوماسية التي تقودها المملكة بثبات وحكمة داخل أروقة الأمم المتحدة، في مواجهة كل المناورات التي تحاول عرقلة مسار الحل السياسي القائم على مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ويتزامن هذا الحدث التاريخي مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ما منح للمشهد طابعا وطنيا بالغ الرمزية، إذ امتزجت فرحة الانتصار الدبلوماسي الجديد بعبق المسيرة الخالدة التي مكنت من استكمال الوحدة الترابية للمملكة، وجسدت أسمى صور التلاحم بين العرش والشعب.

وأكد المشاركون في هذه الاحتفالات أن القرار الأممي يشكل منعطفا حاسما، نحو الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل لصالح السيادة المغربية، كما يعكس المكانة الرفيعة التي باتت تحظى بها المملكة داخل المنتظم الدولي، بفضل الديبلوماسية الرصينة والرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي جعلت من المغرب فاعلا رئيسيا في تكريس الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة الإفريقية.

وبهذه المناسبة، جددت ساكنة حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، تشبثها بالبيعة التي توارثوها عن الأجداد للعرش العلوي المجيد، واستعدادها الدائم للدفاع عن الوحدة الترابية، واعتزازهم بالإنجازات التنموية الكبرى التي تعرفها المنطقة بفضل الرؤية الملكية السامية، حيث أصبحت الصحراء المغربية اليوم نموذجا يحتذى به في التنمية والازدهار والاستقرار.

Tweet