الصحراء زووم : محمود الرگيبي
بعد مرور أسبوعين على إعلان جبهة البوليساريو عن قرارها بإعادة النظر في مشاركتها في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء، تعبيرا عن استيائها من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494 الخاص بالوضع في المنطقة، أصدرت قيادة أركان قوات البوليساريو قرارًا يقضي برفع حالة التأهب القصوى في جميع المناطق العسكرية.
قرار يتزامن كذلك مع التصريحات المتكررة لمسؤولي جبهة البوليساريو عن العودة إلى حمل السلاح، وحديث زعيم الجبهة ابراهيم غالي عن إمكانية فرض التجنيد الاجباري، وأن العودة إلى الحرب "محطة إجبارية"، كما انه مرتبط بشكل أساسي باستعداد البوليساريو لتنظيم مؤتمرها الخامس عشر، والذي يعقد في وقت تعرف فيه الأوضاع بمخيمات تندوف احتقانا متزايدا بسبب تداعيات الأزمة المرتبطة باعتقال نشطاء سياسيين معارضين لسياسة قيادة الجبهة، والذين تم الإفراج عنهم مؤخرا.
ويرى الكثير من المراقبين أن محطة المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو، ستكون حاسمة على صعيد تحديد الخيارات والتوجهات التي ستتبناها الجبهة في المستقبل المنظور، خاصة بعد قرارها إعادة النظر في خيار التعامل مع عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بالمنطقة، وذلك بعد صدور القرار مجلس الأمن الدولي رقم 2494، والذي تم بموجبه تمديد مهمة ولاية بعثة المينورسو لعام كامل، دون اتخاذ قرارات على صعيد دفع عملية السلام المتعثرة منذ استقالة المبعوث السابق هورست كولر، وفشل المنظمة الدولية لحد الساعة في تعيين خليفة له.