الصحراء زووم : محمد كنتور
تستعد جنوب افريقيا لتسلم رئاسة الإتحاد الإفريقي من طرف مصر، خلال أعمال القمة الأفريقية العادية في دورتها الثالثة والثلاثين على مستوى الزعماء ورؤساء الدول والحكومات، والمقرر إقامتها في أديس أبابا في 9 و10 فبراير المقبل.
ومن المنتظر أن يلقي رئيس جنوب افريقيا “سيريل رامافوسا” غدا الثلاثاء، خطابا أمام السلك الدبلوماسي المعتمد بجنوب افريقيا سيحدد خلاله الأولويات الكبرى لرئاسة بلاده للمنظمة القارية خلال سنة 2020، حيث يرتقب أن يكون النزاع الإقليمي حول الصحراء ضمن الملفات التي ستحظى باهتمام خاص من طرف بريتوريا.
وتعول جبهة البوليساريو على الرئاسة الجنوب افريقية للاتحاد الافريقي ولآلية الترويكا لتحريك المياه الراكدة في نزاع الصحراء، والعمل على ادراجه ضمن الأجندة الأفريقية لسنة 2020، وتفعيل دور الاتحاد الافريقي ومبعوثه جواكيم شيسانو لايجاد حل لهذا النزاع.
جنوب افريقيا التي لطالما دافعت عن إعطاء دور أكبر للإتحاد الإفريقي في حل نزاع الصحراء، بتسلمها لرئاسة الاتحاد، ستعمل مدعومة من الجزائر والدول الأفريقية السائرة في فلكهما، على تمرير مواقفها ودعم موقف جبهة البوليساريو داخل المنظمة القارية، وتعزيز الدور الافريقي في حل هذا النزاع، خاصة وأنها ستترأس كذلك آلية الترويكا الأفريقية التي أسسها الأفارقة في قمة نواكشوط سنة 2018 لمتابعة مستجدات ملف الصحراء، والتي لم تجتمع خلال الرئاسة المصرية، حيث ستعمل بريتوريا جاهدة على تفعيل هذه الآلية ودفعها للإجتماع لبحث مستجدات النزاع وآخر تطوراته، وهو الدور الذي ظل المغرب مدعوما بحلفائه الأفارقة، يرفضه باعتبار الأمم المتحدة هي الجهة الحصرية المخولة بمتابعة هذا النزاع، ما يعني أن أروقة الإتحاد القاري مقبلة على مواجهات ديبلوماسية شرسة بين المحورين خلال هذا العام.