الصحراء زووم : محمود الركيبي
ذكرت بعض مصادر متطابقة أن اجتماع الآلية الرئاسية المعنية بملف الصحراء الترويكا الافريقية، الذي سبق للرئاسة المصرية أن أعلنت عن عقده على هامش القمة قد تم إلغاؤه بشكل مفاجئ.
واستنادا لذات المصادر، فإن إلغاء الاجتماع جاء بسبب عدم حضور جنوب افريقيا العضو بهذه الآلية للاجتماع، بسبب تحفظها على عقده في الساعات الأخيرة من رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي، ورغبة منها في برمجة اجتماع لهذه الآلية في وقت لاحق، بعد أن تكون قد تسلمت رئاسة الاتحاد، وكذا التنسيق مع حلفائها داخل الاتحاد وعلى رأسهم الجزائر، لبحث السبل الكفيلة بدفع الإتحاد الإفريقي للعب دور أكبر في تحريك المياه الراكدة بالملف.
ويتزامن تسلم جنوب افريقيا لرئاسة المنظمة القارية مع التحركات والمواقف التي عبرت عنها الجزائر داخل الاتحاد الافريقي، حيث أشاد رئيسها عبد المجيد تبون، بما أسماه "صلابة وثبات الموقف الافريقي الداعم لجبهة البوليساريو وحل نزاع الصحراء، بعيدا عن أية مناورات تسويفية وعن سياسة الأمر الواقع"، على حد تعبيره، معلنا بأنه راسل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لحثه على الإسراع بتعيين مبعوث جديد لهذا النزاع.
تحركات ومواقف تشي بأن مواجهة ديبلوماسية قادمة ستشهدها أروقة الإتحاد الإفريقي خلال الرئاسة الجنوب افريقية للاتحاد، في وقت تقود فيه الجزائر تحركات ديبلوماسية مكثفة في محاولة للعب ادوار فاعلة في الملفات الإقليمية وعلى رأسها الملف الليبي والساحل، ونزاع الصحراء، ورغبتها في تفعيل الدور الافريقي لحل هذه النزاعات، في وقت يؤكد فيه المغرب على رفض إقحام الاتحاد الافريقي في نزاع الصحراء، وتشديده على أن الأمم المتحدة هي الإطار الوحيد والحصري المخول بمتابعة هذا النزاع، مشيرا إلى أن ما يتناوله الاتحاد الأفريقي هو "مجرد اطلاع على معلومات تأتيه من الأمم المتحدة لتسهيل الحل وليس اقتراح حلول للنزاع".