الصحراء زووم : سيد أحمد السلامي
يتوجه الملك محمد السادس خلال الأسابيع القادمة، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ومن المرتقب أن يتوجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة نهاية الأسبوع الجاري إلى المملكة السعودية، للقاء المسؤولين السعوديين لترتيب تفاصيل الزيارة.
ويتزامن الإعلان عن هذه الزيارة مع الإعلان عن تلقي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة السعودية، حيث يرتقب أن يعمل الرئيس الجزائري خلال زيارته للسعودية على تسويق مواقف بلاده من عدة قضايا وأزمات كالأزمة الليبية ونزاع الصحراء، واستثمار التوتر الذي مرت به العلاقات المغربية السعودية، بسبب التباين في وجهات النظر من بعض القضايا، كما يتزامن هذا الاعلان مع استعداد الرياض لاستضافة القمة العربية الافريقية، وطرح التساؤل بشأن مشاركة جبهة البوليساريو في هذه القمة، حيث ستعمل الجزائر على الضغط من أجل ضمان مشاركة البوليساريو في هذه القمة.
وكانت العلاقات المغربية السعودية دخلت أزمة صامتة ظهرت مؤشراتها في عدد من المحطات، دون أن تصدر تصريحات رسمية من الجانبين بشأنها، ولعل قرار المغرب استدعاء سفيره لدى الرياض للتشاور في فبراير العام الماضي، بعد أيام على عرض قناة العربية السعودية تقريرا بشأن نزاع الصحراء يتبنى أطروحة جبهة البوليساريو، بالإضافة إلى رفض السعودية والإمارات التصويت للملف المغربي لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، كان أبرز تعبير عن هذه الأزمة، وهي الأزمة التي ربطها مراقبون بتحفظ الرياض على التزام الرباط الحياد في الأزمة الخليجية، ورفضها الإعلان عن تضامنها مع السعودية إبان أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول التركية.
ويرى العديد من المراقبين أن موقف المملكة العربية السعودية من نزاع الصحراء ثابت وداعم للموقف المغربي ولوحدة المملكة الترابية، وهو ما عبرت عنه الرياض خلال خطاب مندوبها بالأمم المتحدة بالدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أعرب فيها عن دعم الرياض للجهود المبذولة من جانب المملكة المغربية من أجل الوصول إلى حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء، ورفضها القاطع لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب أو التعدي على سيادته ووحدته الترابية.