الصحراء زووم : سيد احمد السلامي
لازال التعاطي مع تطبيق التدابير والإجراءات الإحترازية الإستثنائية المتخذة للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد بمدرسة البعثة الفرنسية بالعيون، يطبعه الكثير من العشوائية والإرتجالية، وذلك بسبب الإزدواجية الواضحة في تطبيق هذه التدابير داخل أرجاء هذه المؤسسة التعليمية.
ففي الوقت الذي اتبعت فيه مختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة بالإقليم أسلوبا مرنا ومنظما في تنزيل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وذلك تطبيقا للتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المعنية بهذا الخصوص، من تعقيم وعزل للمصابين أو أي حالة اشتباه بالإصابة وحصر للمخالطين، تتعامل المؤسسة الفرنسية بكثير من السلطوية فضلا عن العشوائية والتخبط في تطبيق هذه الإجراءات لمواجهة انتشار الوباء،
وضع كشف وبالملموس الفشل الذريع للإدارة المدرسية في التعاطي مع هذه المستجدات الصحية حيث أنه وعلى الرغم من السلطوية المبالغة بها في التعامل مع هذا الملف من لدن الإدارة، غير أن الفشل والإخفاق بقيا سيدا الموقف، وذلك بالنظر لغياب سياسة تواصلية ناجعة وافتقاد للمرونة في تنزيل التدابير والإجراءات الإحترازية الإستثنائية المتخذة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، مثلما هو معمول به في مختلف المؤسسات التعليمية بالمدينة.
هذا إلى جانب أن حضور المؤسسة التعليمية الفرنسية بالمشهد الثقافي بمدينة العيون، ظل يعتريه الكثير من الإخفاقات حيث لم تبصم البعثة ولا على حدث يشفع لها ويبرر الحظوة التي تتمتع بها داخل المشهد التعليمي بكبرى حواضر الصحراء، فقد ظلت حبسية أسوارها الفولاذية، ولم تنجح في الإنفتاح على المحيط الثقافي بالمدينة، محيطة نفسها بعزلة شبه كاملة عن النقاش التربوي بالمنطقة.
فشل ذريع وإخفاقات متواصلة جعلا من المدرسة الفرنسية بالعيون النموذج الأسوء للبعثات الفرنسية على الصعيد الوطني ببلادنا، بالنظر للمستوى المتدني للمتمدرسين بها مقارنة بنظرائهم وطنيا، وهو ما يفرض التساؤل عن الأسباب الكامنة عن هذا الوضع المؤلم للأسر التي أثقلت كاهلها التكاليف الباهضة لهذه المؤسسة التعليمية، دون أن يكون لذلك انعكاس حقيقي على المستوى التكويني لفلذات أكبادهم، واقع تفسره عديد الأسر بغياب بوصلة موجهة ومنظمة لعمل الإدارة المسكونة بهواجس سياسية على حساب الجانب التربوي والتعليمي، والذي يبقى أبرز الأهداف والغايات وهو المقياس الحقيقي للنجاح أو الفشل.