الصحراء زووم _ القانون القبيلة و شريعة الاسلام بالصحراء نموذج جماعة الركيبات و ظاهرة الاب ابراهيم ولد الرشيد

 



أضيف في 23 شتنبر 2022 الساعة 19:33


القانون القبيلة و شريعة الاسلام بالصحراء نموذج جماعة الركيبات و ظاهرة الاب ابراهيم ولد الرشيد


الصحراء زووم بقلم الأستاذ الداود أبا دكتور باحث في القانون بجامعة محمد الخامس اكدال الرباط


كانت الأعراف القبلية في الأقاليم الجنوبية  تؤدي دوراً عظيما في عملية الضبط الاجتماعي والقيمي، إلى أن جاءت السلطة القضائية للدولة التي قلما كانت   تعترف بالأحكام والنظم العرفية و مخرجات جماعة القبيلة . فإذا كان للمكان سلطته على الفرد والجماعة، فإن للأعراف سلطتها كذلك. فالكل أمام العُرف سواء وأمام الضبط الاجتماعي والسياسي أيضاً
فجماعة قبائل الصحراويين خصوصا الركيبات يستمدون استقرارهم وقوتهم ووجودهم من دساتير يتوارثونها شفاهة جيلاً بعد جيل ولهم رجال حافظو على ذلك ، و أصول لمبادئ في أمور الشجاعة والبسالة، وحماية السابلة، وصيانة العرض والشرف، واسترداد الحقوق، وكرامة الفرد والجماعة، وحماية الضعيف، وإكبار القوي،و الأسدي أضحت حقوق يقدرها كل مكونات المجتمعةالقبلي ، ورغم مقتهم الضعف والاستكانة، إلا أنهم يكرهون العنف، وينبذون القسوة، ويرثون العفو عند المقدرة كما عرف عن قادة جماعة الركيبات سابقا و حديثا .

من هذا المنطلق انبثقت جماعة الركيبات لاصلاح ذات البين تلك الجماعة الرزينة المحنكة النبيلة في افعالها و قراراتها بقيادة الشخصية الفذة و التي جسدت قول رسول الله   صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة  ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) .. انه الاب و الشيخ و القائد الفذ الحاج ابراهيم ولد الرشيد شيخ الركيبات بدون منازع و هرم الإصلاح و العمل الصالح .

الشخصية  الرمز التي و بكل ثقة تمكنت من ان تاصل لمفهوم قانوني جديد يتم اعتماده في التنظيم القضائي المغربي معتمدا بذلك على مخرجات القبيلة كاساس لاحكام القضاء الوضعي المغربي .

معتمدا في ذلك على أبعاد قانونية عرفية  و مراكمات تاريخية احيت سنة القبيلة كمؤسسة قوية  في التنظيم المؤسسي المحلي  معتمدتا في ذلك على الشريعة الإسلامية و التقاليد الصحراوية العريقة غير متاثرة بالاستعمار و الحداثة و لا بحركة التدوين للقوانين العرفية بالمغرب مؤكدة على مبدأ دستورية الهوية الحسانية.

الشخصية الفذة الحاج ابراهيم ولد الرشيد من طينة رجالات الوطن الاقحاح و المجاهدين العظام كمحمد الخليل وخطري ولد سعيد الجماني و صيلا ولد اعبيدا ولحبيب ولد البلال الغيورين  على الهوية الحسانية  و الأعراف الصحراوية حيث انه اصبح الشخصية الاستشارية ذات الصبغة الدينية و العرفية بل و أصبحت تكتسي صبغة رمزية في كافة المجتمعات القبلية و في قبيلة الركيبات خصوصا .

اجمالا يمكن القول بأن القوانين العرفية و المؤسسات التقليدية  لعبت دورا محوريا في تنظيم المجتمع الصحراوي لعقود  عديدة و تعتبر  جماعة الركيبات بقيادة الحاج ابراهيم ولد الرشيد من التنظيمات القضائية العرفية القليلة التي حافظت على اعترافها و مبادئها بالرغم من مظاهر العصرنة و التحديث التي انخرط فيها المغرب من الاستقلال على الصعيد الوطني.





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
الجهـوية المتقدمة وإشكالية التقطيع الترابي
الحكم الذاتي والجهوية الموسعة..
سيدي إفني، هل فقدنا الأفق؟؟؟
فيضانات كلميم الدروس والعبر..فهل من معتبر؟؟؟
2015 : للصحراء رب يحميها
سياسة الحيوانات ؟
عفوا لست بشارلي...!!
عدنا والعود أحمد...حرية الرأي والتعبير.. إلى أين ؟؟؟
المعطل الصحراوي، بين مطرقة التخبط والإرتزاق و سندان الإقصاء.
توفيق بوعشرين: طاحت الصمعة علقوا الحضرمي