الصحراء زووم _ حسان الدرهم وإعادة إنتاج الفشل.. من احتراف الترحال السياسي إلى بيع الوهم لعوام الناس

 



أضيف في 13 يناير 2023 الساعة 22:24


حسان الدرهم وإعادة إنتاج الفشل.. من احتراف الترحال السياسي إلى بيع الوهم لعوام الناس


الصحراء زووم : سيد أحمد السلامي

لا يختلف اثنان على أحقية أي شخص في هذا الكون في ممارسة المعارضة، والمجاهرة بمواقفه وملء الدنيا ضجيجا وصراخا، بيد أن حسان الدرهم يبقى الحالة الشاذة والإستثناء على هذه القاعدة، وهذا ليس حجرا أو مصادرة لرأيه معاذ الله، بل لأنه وببساطة شديدة عاش لذة التسيير والتدبير وأخفق في كسب الرهان، فالأدبيات المتعارف عليها أن المعارضة تخرج من رحم الشعب، ولا تنزل من أبراجها العاجية بعد أن تضيق بأصحابها السبل، فما يحكم عمل المعارضة هي أنها تحمل للجماهير مشروعا جديدا وتثور على الوضع القائم وتعد بغد مشرق، والحال أن هذا الواقع يتناقض حد التنافي مع شخص الرجل الذي كانت مدينة المرسى تئن تحت وطأة مخلفاته التدبيرية الكارثية .

لقد شكل حسن الدرهم نقطة فارقة ونموذجا غير مشرف لسوء التدبير واستباحة المال العام طيلة فترة مسؤوليته، وتربعه على كرسي رئاسة جماعة المرسى، وما وقف عليه المجلس الجهوي للحسابات من شواهد إثبات، لن يطالها النسيان أو التقادم- اللهم إن كان يظن واهما في قرارة نفسه أن لساكنة الصحراء ذاكرة السمك- وبالتالي نست أو تناست أنه كان أول من قفز من السفينة بعد أن اسشعر قربها من الغرق، من خلال تقديم استقالته من رئاسة جماعة المرسى، باصما على حالة استثنائية في التاريخ السياسي للصحراء.

استقالة بطعم العلقم من رجل سارت الركبان بفضائحه وجرائمه في حق المال العام.

حسن الدرهم الذي يرافع اليوم عن ما يسميه زورا وبهتانا ودون أدنى حمرة خجل مصالح الساكنة، فضحه بلاغه الأول الذي اختلط به الحابل بالنابل، وعلت فيه مصالحه الشخصية والذاتية الضيقة عن قضايا وهموم الساكنة لتكون بداية القصيدة كفر، وهو ما يدفع للتساؤل عن علاقة الرأي العام المحلي والجهوي بمشاكله المالية ؟ بل وما يعني الساكنة في أنه بات على شفير الإفلاس ؟ اللهم إذا كان يحاول أن يبتز جهات معينة أو يساوم صمته بانتشاله من براثن أزمته المالية الخانقة، بعد أن أغرق شركاته في هاوية القروض الضخمة، في تجسيد آخر للفشل الشخصي.

فهل من أخفق في تدبير شركاته الخاصة يملك الكفاءة لتولي تدبير الشأن العام المحلي؟؟

لا يمكن للمرء إلا أن يقف مشدوها أمام الكم الهائل من القضايا القانونية التي تلاحق الرجل بمختلف المحاكم الوطنية، وكذا الملفات الثقيلة التي يتابع على خلفيتها  والمرتبطة جميعها بذمته المالية، مرورا بالعبث بمقدرات الدولة طيلة الفترة التي قضاها على كرسي رئاسة المرسى، حيث لم يهنأ له بال حتى حولها إلى خراب.. ومن سخرية القدر يسابق - من يوجه لهم اليوم التهم جزافا- الزمن لوضعها على سكة التنمية الحقيقية ولملمة جراحها وانتشالها من الأزمات المركبة التي خلفها، منذ وطأت قدماه المدينة قادما إليها منبوذا مطرودا من مدينة إيفني، التي لفظته بدورها بعد أن أدركت حجم الخديعة التي مارسها الرجل على ساكنتها الطيبة طيلة ردح من الزمن .

طرد جعل الرجل يتحول إلى مرشح متجول يجوب مع كل عملية انتخابية مدن الصحراء من أقصاها شمالا إلى أقصاها جنوبا، متأبطا ملف ترشحه، ومغيرا عباءته السياسية وقناعته الإديولوجية إن وجدت أصلا، ومكان ترشحه مثلما يغير جواربه، مستخدما في ذلك نفس النمط السياسي حيثما حل و ارتحل، ليواصل ممارسة  هوايته المفضلة بالخداع والتدليس ومغازلة عواطف العوام من الناس، من خلال تبني حالة إنسانية أو اثنتين على الأكثر مع ضجة إعلامية ضخمة تقيم الدنيا ولا تقعدها، وتنفخ بأرقام الحالات المرضية المستهدفة، مرفوقة بسيل جارف من الرياء والمن والإستغلال السياسي البشع، ليعلن عقب ذلك مباشرة عن ترشحه. ومن غرائب الصدف أنه لم يسبق له أن ترشح لولايتين متتاليتين بنفس المدينة، لأنه العارف والمدرك أكثر من غيره أن حبل الكذب قصير، وأن لا وهم جديد يبيعه للسكان بعد أن يقضي وطره بولوج يسير لدائرة الضوء من خلال المجالس المنتخبة لقضاء مآربه الشديدة الخصوصية.

لقد كان ديدن حسان الدرهم ومنذ لحظة دخوله عوالم السياسة، ومع قرب كل محطة انتخابية؛ الفرار من الدائرة الإنتخابية القديمة موليا وجهه نحو قبلة جديدة، وذلك بقبعة حزبية مغايرة لاستهداف ضحايا جدد ببراغماتية فجة غير محكومة بولاء أو انتماء، وإنما المصلحة ولا صوت يعلو عليها، مستهدفا بالتحديد أولئك الذين لم يصلهم عن شخصه إلا شذرات من الدعاية المنمقة عن شخصه، حتى أن أغلب التكهنات والتوقعات بالتزامن والانتخابات الماضية فشلت جميعها في تحديد وجهته المقبلة ولونه الحزبي لكثرة ترحاله السياسي مع كل موعد إنتخابي، مما جعل البعض يسميه تندرا بابن بطوطة العملية الإنتخابية .

حسان الدرهم الذي فاز بمقعد نيابي بالعيون ورئاسة جماعة المرسى، وبعد أن تفطن له المواطنون وكشفت تقارير المجلس الأعلى للحسابات فساده وسوآته وأدرك ألا مكان له بإقليم العيون، وأنه على موعد مع هزيمة مدوية، قام سنة 2011 بشد الرحال من مدينة العيون صوب مدينة الداخلة بلون الإتحاد الإشتراكي، واضعا نصب عينيه كرسي رئاسة غرفتها الفلاحية، بهدف تذليل أي عقبات بيروقراطية أو مالية قد تعترض مشاريعه الفلاحية الخاصة بالمدينة، وبعدما فشل فشلا ذريعا في حسم هذا النزال الإنتخابي، أعاد القهقرة ليترشح بمدينة بوجدور التي لا يعرف أهلها ولا هم يعرفونه، معلنا المنافسة على رئاسة مجلسها الجماعي، وبعد أن حصد الفشل أيضا تسلل من ذات الإقليم لعضوية مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، وهذه المرة تحت عباءة حزب آخر كما العادة، غير أن سدنة السياسة من العارفين بشخصه وبخبثه نجحوا وبدرجة امتياز في قطع الطريق عليه للوصول لمبتغاه، الذي خاض من أجله كل هذه الحرب الضروس، حيث كان يمني النفس بولوج الغرفة الثانية للبرلمان، بيد أن الجواب الشافي؛ كان صفعة مدوية بالمحصلة والنتيجة أنه تحصل على أربعة أصوات فقط من أصل 39 عضوا بالمجلس الجهوي.

نتيجة دفعت المعني لرسم استراتيجية جديدة علها تعيده لدائرة الأضواء المفقودة وتحجب عن الرأي العام حقائق جرائمه التدبيرية والكارثية بمدينة المرسى، ليتدثر بلباس واسع عليه جدا من خلال ممارسة المعارضة وادعاء الفضيلة ونظافة اليد، في وقت ينتظر الجميع أن تقول العدالة كلمتها الأخيرة والفصل في حقه شخصيا، والتي قد تضعه في غياهب السجن نظير ما ارتكبه من جرم في حق المؤسسات المالية العامة والخاصة، ويسدل الستار عن مسار رجل مارس كل شيء إلا النبل في التعاطي السياسي والتعفف عن المال العام، وعلى نفسها جنت براقش .

يتبع في مقالات لاحقة ...





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
افتتاح أكبر مسجد بالصحراء في السمارة
هام : هذه هي تواريخ إيداع ملفات الترشيح لإمتحانات الباكالوريا أحرار
إرتباك في حزب الإتحاد الدستوري بعد إنضمام العشرات من مناضليه لحزب الإستقلال بالعيون
الصحراء زووم تعزي قبيلة الشرفاء الرگيبات في وفاة المرحوم الشريف عبداتي ولد ميارة
بلدية المرسى وبلدية "ميري" يوقعان إتفاقية توأمة وتعاون
بعد تقاعس وكالة الحوض المائي ومندوبية الفلاحة بلدية العيون تتدخل لإنقاذ الساكنة من الناموس
إستثمارات تقدر بثمانية ملايين درهم لحماية مدينة كلميم من الفيضانات
مدينة أسا تحتضن الملتقى الجهوي حول الواحات نهاية الاسبوع الحالي
التصوف السني ودوره في تحصين الأمة موضوع ندوة علمية بالعيون
انطلاق عملية تسجيل الحجاج الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة ابتداء من خامس يناير المقبل