الصحراء زووم _ بعد اشتداد الطوق حول عنقه ... حسان الدرهم يلعب أوراقه الأخيرة

 



أضيف في 18 يناير 2023 الساعة 20:26


بعد اشتداد الطوق حول عنقه ... حسان الدرهم يلعب أوراقه الأخيرة


الصحراء زووم: سيد احمد السلامي


إن الجميل في خرجات حسان الدرهم الأخيرة أنه خرج مكشوف الوجه للدفاع عن مصالحه بعدما دأب وعلى مدار عقدين من الزمن الى تسخير من يخوض حروبه وصراعاته بالوكالة، مكتفيا بإدارتها في الكواليس، وهو الذي ظل طيلة السنون الماضية يمتهن إثارة النعرات القبلية بين مكونات المجتمع الصحراوي، وتغذية نار الفتنة بين مكوناته، وقطف ثمارها سياسيا وماليا، بيد أنه والحال قد تغير ونفض كبار القوم يدهم منه، بعد أن طفح كيلهم بمؤامراته الخسيسة ودسائسه التي لا تنتهي، واستنزاف دعمهم المعهود له، بعد أن اطلعوا  وعن كثب على خبثه، ها هو اليوم يحاول دون استحياء أن يعيد الكرة واللعبة بتسويق نفسه كزعيم للمعارضة، وحامل لواء مشعلها المنطفئ أصلا، وذلك بعد أن باحت صناديق الاقتراع بأسرارها موشحة من ارتضتهم الساكنة لتدبير الشأن العام بأصواتها، وواضعة من اعتاد المتاجرة بآلامهم وآمالهم في مزبلة التاريخ.

ولعل الثابت في المعادلة، أن من تحوم حوله شبهات الفساد ونهب أموال المؤسسات المالية الوطنية العامة والخاصة، ليس في مقام يؤهله لإعطاء الدروس لأحد، كما أنه ليس أهلا لادعاء الفضيلة أو المرافعة عنها، وهي منه براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، كما أن من لطخت يداه بالإحتيال بالدليل والوثائق والأحكام القضائية، أبدا لن يكون مؤتمنا على المال العام ولا موثوقا في تدبيره، ليبقى لسان الحال يقول، الصيف ضيعت اللبن، وحان وقت دفع الحساب كاملا وغير منقوص.

فحسان الدرهم الذي حاز آلاف الهكتارات المربعة بطرق غير مشروعة لتشييد محطات للوقود بمدينة العيون وعلى امتداد شاطئ فم الواد، ليس في موقع يؤهله لإعطاء الدروس، ولا في مكانة تسمح له بانتقاد واقع الاستثمار، وهو الذي لجأ وبطرق احتيالية وتدليسية للإستيلاء على أراضي شاسعة استفاد منها من بوابة دعم الإستثمار بالمنطقة، وعمد إلى تحويلها إلى بقع أرضية ممتطيا صهوة المضاربة العقارية، فيما ذهبت المشاريع الموعودة في مهب الريح .

حسان الدرهم الذي تحوم الكثير من علامات الاستفهام والإستغراب حول الأراضي التي استولى عليها، هو اليوم مطالب بالكشف عن المشاريع التي وعد بإنجازها إن كان فعلا يحمل هم تنوير الرأي العام؟ كما أنه مدعو للإجابة عن السؤال العريض أين المشاريع الاستثمارية التي التزم بإنجازها وعلى ضوئها استفاد من الوعاء العقاري الذي بات اليوم في حوزة المجموعة الاستثمارية التي يملكها؟ ولماذا تخلف عن إنجاز تلك المشاريع؟ وأين مناصب الشغل التي وعد بإحداثها من خلال هذه المشاريع؟

لكن هذه الأسئلة وغيرها التي تشغل بال الرأي العام، لن يستطيع حسن الدرهم الإجابة عنها، فكل تلك الوعود الزائفة ذهبت ادراج الرياح، ولم ينجز منها شيء، فلا أثر للمشاريع الإستثمارية التي تعهد بإنجازها، ولا لمناصب الشغل التي وعد بإحداثها، ولم يتحقق من كل ذلك سوى المزيد من تبديد الأموال العمومية، فالشغل الشاغل لهذا الرجل هو ملء حساباته البنكية وزيادة ثروته الطائلة التي راكمها من اختلاساته وتلاعباته بالمال العام، ومن عرق مستخدمي ومستخدمات شركاته وضيعاته الفلاحية مقابل أجور زهيدة في أبشع صور الاستغلال، واليوم لا يجد ما يدافع به عن نفسه سوى اللعب على وتر دغدغة مشاعر الناس، بمحاولة الظهور بثوب الحريص على مصالحهم والمتباكي على همومهم، وهي محاولات لن تجدي نفعا بعد ما بات فساد الرجل حديث الجميع وفاحت رائحته في كل مكان.

كما أن محاولته المكشوفة للتباكي على المال العام، لن تستر الفضائح التي يعلمها القاصي والداني، في ظل الكم الهائل من المخالفات والتجاوزات والمعززة بالوثائق والمستندات، والتي لن تخفيها شطحاته الأخيرة، ولا كثرة خرجاته وتصريحاته وإطلاق الإتهامات والمغالطات والأكاذيب يمينا ويسارا.

إن أكثر الأسئلة التي تتبادر لذهن كل من تابع الخرجات الإعلامية الأخيرة لحسان الدرهم، هو المغزى والهدف منها علما أن الموسم الإنتخابي قد انصرم، ونحن لا نبغتي من طرح السؤال النبش في نواياه والتي نعرفها جيدا، غير أن الأكيد أن الرأي العام المحلي والجهوي وحتى الوطني من المتابعين لخبايا اللعبة السياسية بالصحراء، يعلمون علم اليقين أن حسان الدرهم ليس ذاك الفارس المغوار، أو النبيل الذي يهمه أمر الفقراء أو يكترث لليتامى، أو أنه قد رق له جفن ولو متأخرا على الثكالى في هذه الأرض، وهو الذي وطيلة العقدين الماضيين لم يفتح فمه إلا لدى طبيب الأسنان .

فالتاريخ لا يذكر للدرهم أنه خرج يزبد ويرغي كما اليوم، للدفاع والمرافعة عن الفئات الهشة، وهو الذي ولد وملعقة من ذهب في فمه، وعاش ذات الحياة المترفة من أموال البنوك التي أغدقت عليه الهدايا والقروض بضمانات تحوم الشكوك حول أغلبها .
 
ذات البنوك التي تكافح اليوم لاسترداد أموالها وأموال زبنائها، بعد أن أخفق صاحبنا في تجاوز وَجَع قوارع الدَّهر بسلام، وبات اليوم يضرب الأخماس بالأسداس على ما جنته يداه، و لتتفتق عبقريته للخروج من المأزق الذي ضاقت حلقته على عنقه بتوريط هذه المؤسسات المالية في بوليميك سياسي لا علاقة له بها من قريب أو بعيد، بعد أن تحول لما يشبه الغريق الذي يبحث عن قشة ينقذ بها نفسه من مقصلة الإفلاس وتوديع الحياة المترفة التي اعتادها بأموال غيره، وكلما اشتد عليه الخناق تمسك زورا وبهتانا بتوظيف نزاع الصحراء الذي لا يفقه فيه شيء، عله يؤخر عنه بعضا من أيام الحساب .

حالة حسن الدرهم وبدون لف ولا دوران ولا مواربة، وبعيدا عن ما تلوكه بعض الألسن المشبوهة هي أزمة مالية مع البنوك، التي تطالبه بما في ذمته من أموال دون زيادة أو نقصان، وكان حريا بأصحابها أن يكونوا للرجل من الناصحين وأن ينتصروا للحق ويطالبوا بدورهم بإعادة الأموال المنهوبة إلى أصحابها، فأمة سيدنا محمد لا تجتمع على ضلال.

أما القول زورا بأن الرجل يتعرض لحملة مغرضة، فلا يعدو أن يكون مجرد إدعاءات باطلة ولن تنطلي على أحد، كما أن هذا الخطاب البكائي لن يقنع البنوك ولن يعيد لها ما في ذمته من أموال، لأن الأمر في لغة المال والأعمال مجرد فواتير واجبة السداد، وينبغي دفعها في مواقيتها دون مماطلة أو تأخير، وإلا فالحجز والمصادرة.. فهذه حال التعاملات البنكية في كل الدنيا، ولن تتغير القوانين من أجل سواد عيون حسان الدرهم، ولو أصدر ملايين البلاغات ومقاطع الفيديو، وعمد إلى ترويجها بمواقع الخيال الاجتماعي، فكل ذلك لن ينجيه من المتابعة والمحاسبة، فالقرائن والمستندات تدينه في انتظار أن يصدر القضاء حكمه النهائي في قضيته، وإن غدا لناظره لقريب.


إن المطلوب من حسن الدرهم اليوم ليس التباكي على مصالح المواطنين وهمومهم الذين لطالما تناساهم وأخلف الموعد معهم خلال أكثر من محطة، بل المطلوب منه هو تقديم الإجابات الشافية والوافية للرأي العام المحلي والوطني، عن مصير المليارات التي بددها وأهدرها تحت غطاء إنجاز مشاريع واستثمارات وهمية لم يوجد لها أثر على أرض الواقع، وذلك خلال توليه لعدد من المسؤوليات، وأن يكشف عن مصير كل تلك العقارات الاستثمارية الشاسعة التي استولى عليها بطرق احتيالية سواء بالعيون او بمدينة الداخلة، والوقوف بكل شجاعة والإعتراف بالأخطاء والتجاوزات التي ارتكبها طيلة مساره السياسي الرديء الحافل بالفساد والفشل على جميع المستويات.





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
افتتاح أكبر مسجد بالصحراء في السمارة
هام : هذه هي تواريخ إيداع ملفات الترشيح لإمتحانات الباكالوريا أحرار
إرتباك في حزب الإتحاد الدستوري بعد إنضمام العشرات من مناضليه لحزب الإستقلال بالعيون
الصحراء زووم تعزي قبيلة الشرفاء الرگيبات في وفاة المرحوم الشريف عبداتي ولد ميارة
بلدية المرسى وبلدية "ميري" يوقعان إتفاقية توأمة وتعاون
بعد تقاعس وكالة الحوض المائي ومندوبية الفلاحة بلدية العيون تتدخل لإنقاذ الساكنة من الناموس
إستثمارات تقدر بثمانية ملايين درهم لحماية مدينة كلميم من الفيضانات
مدينة أسا تحتضن الملتقى الجهوي حول الواحات نهاية الاسبوع الحالي
التصوف السني ودوره في تحصين الأمة موضوع ندوة علمية بالعيون
انطلاق عملية تسجيل الحجاج الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة ابتداء من خامس يناير المقبل