الصحراء زووم : سيد احمد السلامي
في ظل الضبابية التي تسود الموقف الكيني من نزاع الصحراء، وذلك منذ إعلان الرئيس الكيني وليام روتو في تغريدة فور تنصيبه، عن سحب اعترافه بجبهة البوليساريو، قبل أن يسارع لحذفها، ألقى روتو بمزيد من ظلال الشك على هذا الموقف، خلال الخطاب الذي ألقاه أمام أشغال الدورة التاسعة والسبعين لأشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ففي الوقت الذي حرصت جل البلدان الإفريقية التي تعترف بالبوليساريو كزيمبابوي وجنوب أفريقيا وناميبيا، على استغلال منبر الجمعية العامة لإبداء دعمها الصريح لأطروحة البوليساريو، تحاشى رئيس كينيا التعبير عن أي موقف، معززا بذلك ما يتم تداوله حول توجه نيروبي نحو القطع مع العلاقة مع الجبهة، والانخراط في الدينامية التي تعرفها الجهود الدولية لتسوية نزاع الصحراء، لجهة إيجاد حل سياسي واقعي متوافق بشأنه لهذا النزاع من خلال مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب سنة 2007.
وما عزز فرضية توجه كينيا إلى الانحياز لجبهة الدول الداعمة للموقف المغربي، هو حديث الرئيس الكيني عن وجود 54 دولة بالاتحاد الافريقي، وذلك في معرض تطرقه لموضوع إصلاح مجلس الأمن الدولي، وهو ما يعني تجاهله للبوليساريو ولعضويتها بالاتحاد الافريقي علما أنها هي العضو ال 55 بالمنظمة الإفريقية.
وكانت كينيا قد أرسلت في السنوات الأخيرة العديد من الإشارات حول قرب تبنيها لموقف جديد من نزاع الصحراء يميل لصالح الطرح المغربي، ودعم مبادرته للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الكفيل بتسوية هذا النزاع الإقليمي، حيث أرسلت إلى المملكة العديد من المسؤولين الكينيين لبحث فرص التعاون وتعزيز العلاقات وآفاق تطويرها، كما عينت أول سفيرة لكينيا بالمغرب، في وقت يتم فيه الحديث عن زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الكيني وليام روتو إلى المملكة.