أعادت المهمة الاستطلاعية التي زارت ميناء طانطان ما بين 17 و 23 مارس 2014، تركيب تفاصيل حادثة جُنوح ناقلة النفط "سيلفر" منذ 22 دجنبر 2013 حتى يوم 19 يناير 2014، والتي كانت مُحمَّلة بـ 4940 طن من الفيول الصناعي مهددة بكارثة بيئية غير مسبوقة حسب مُختصِّين.
مسودة تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة التي قام بها مجلس النواب باقتراح من الفريق الاستقلالي للوقوف على أسباب جنوح باخرة "سيلفر" بميناء طانطان، أكدت أن ميناء طانطان يعاني من " زحف سَريع وكثيف للرمال نتيجة الرياح الشمالية والتَّيارات القوية العابرة للمحيط الأطلسي مما جعله يعاني من ظاهرة التَّرمل". مشددة على ضرورة "تجهيز الميناء بالتجهيزات الكافية لمواجهة مثل هذه الوضعية، مع رصد إمكانيات كافية لصيانة مُنشئات الميناء".
ذات التقرير الذي اطلعت عليه هسبريس، أوصى بضرورة " اعتماد مخطط استعجالي لتعزيز ميناء طانطان بجرافة أخرى والقيام بعملية استثنائية لجرف الرمال المحيطة بالميناء، وإعداد دراسة لتحديد اتجاهات وكميات وكيفية تحرك الرمال بالميناء ومحيطه، فضلا عن تأكيدها على ضرورة اعتماد مخطط استعجالي لتجهيز موانئ المملكة بالمعدات والتكنولوجيا المتقدمة في مجال التدخل في حالات الطوارئ مع تكوين العنصر البشري في هذا المجال".
كما دعا كلا من الدولة المغربية إلى اعتماد إستراتيجية خاصة بتدبير المخاطر. والوكالة الوطنية للموانئ لمعالجة ظاهرة الترمل بمختلف موانئ المملكة وفق برنامج استعجالي.
أعضاء المهمة الاستطلاعية الذين وقفوا عبر تقريرهم على ما أسْمَوه " الضعف الكبير في البنيات التحتية والشبكات بالميناء كضعف الطرق والصرف الصحي والشبكات الكهربائية والإنارة العمومية والماء الصالح للشرب"، أَثنَوا على "المجهود الجبَّار الذي قامت به الأطر المغربية في معالجة جنوح باخرة "سيلفر"، واصفين خطة التدخل السريع " بالناجحة والتي مرت بدون أي خلل وكانت تقتضي التوثيق لإعطاء صورة إيجابية عن الأطقم المغربية".
السفينة " سيلفر" المحملة بأطنان من الفيول الصناعي، والتي كانت تضم طاقما مكونا من 17 فردا، أُفرغت من النفط في خزاناتها قصد تخفيف حمولتها، ليتم يوم 14 يناير 2014 إخراجها بمساعدة سفينة القطر " UNION SOVERGEING "، حيث تم نقل السفينة إلى لاس بالماس، قبل أن تعطي سلطات جزر الكناري الإذن للسفينة بالرُّسو بعد تفقد هيكلها عن طريق عملية الغوص يوم 19 يناير.