الصحراء زووم : محمود الركيبي

في تقريره الذي قدمه الى مجلس الأمن حول الوضع الصحراء، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أن المائدة المستديرة الثانية أظهرت أن جميع الوفود تدرك أن الكثير من الناس يضعون آمالهم في العملية السياسية، ولا سيما أولئك الذين تتأثر حياتهم مباشرة بالصراع إن تكاليف النزاع على الصحراء، من حيث المعاناة الإنسانية و عدم وجود إحتمالات للشباب والمخاطر الأمنية مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن قبولها، لذلك يضيف غوتيريس، أرحب بإتفاق الوفود على مواصلة هذه العملية و الدعوة مرة أخرى إلى الإجتماع في شكل إجتماع المائدة المستديرة و أدعو الطرفين إلى مواصلة البحث عن حل وسط.

غوتيريس أشار الى ترحيب "الوفود بالزخم الجديد الذي أوجده إجتماع المائدة المستديرة الأول في دجنبر من العام الماضي، حيث عقدوا مناقشات متعمقة حول كيفية تحقيق متبادل حل سياسي مقبول لمسألة الصحراء واقعي و عملي دائم على أساس حل وسط عادل و دائم، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2440 (2018)، وفي هذا الصدد، أشار غوتيريس الى ان "الأطراف وافقت على مواصلة المناقشة من أجل تحديد عناصر التقارب، وكان هناك إجماع على أن المغرب الكبير بأسره سيستفيد منه كثيرا".



واشار الامين العام للأمم المتحدة الى الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، إحتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، والذي كرر فيه إلتزام المغرب بالتعاون بحسن نية مع جهود الأمين العام وجهود مبعوثه الشخصي لإنشاء عملية سياسية جادة وذات مصداقية، مع الأخذ في الإعتبار دروس الماضي.


كما سلط الضوء على عودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي، داعيا إلى إنهاء "الانقسام" ، وانعدام الوحدة في "المغرب الكبير " مقترحا آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين المغرب والجزائر "باستخدام جدول أعمال مفتوح بدون شروط أو استثناءات.


وأكد غوتيريس ان المشكلة الأساسية في البحث عن حل للنزاع الطويل، تتمثل في قلة الثقة لدى جميع الأطراف في إستعداد الطرف الآخر للإنخراط بجدية و عدالة في هذه العملية، مشيرا الى أن بناء الثقة سيستغرق بعض الوقت، ولكن يمكن لجميع الأطراف والجيران، وكذلك المجتمع الدولي المساهمة في عملية ترعى هذه الثقة، حاثا الأطراف على إظهار "بادرات حسن النية" بنشاط والتي تظهر إستعدادهم لإحراز تقدم.


واعتبر غوتيريس أن تدابير بناء الثقة، عملا بقرار مجلس الأمن 1282 (1999)، والقرارات اللاحقة للسماح بروابط عائلية بين الصحراويين في مخيمات تندوف، وعائلاتهم في إقليم الصحراء، لا تزال معلقة، مشيرا الى اقتراح هورست كولر في إحاطته الإعلامية إلى مجلس الأمن في 29 يناير، إستئناف الزيارات العائلية تحت رعاية مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، مؤكدا حصوله على الدعم لهذه المبادرة.


غوتيريس أشار الى أن رئيس الاتحاد الأفريقي، في رسالة إلى مبعوثه الشخصي هورست كول مؤرخة 1 مارس 2019، أكد دعمه لجهود للأمم المتحدة، وأبلغت المبعوث الشخصي أن الآلية الأفريقية التي أنشأتها قمة الإتحاد الأفريقي في يوليو 2018 في نواكشوط، لم تستطع عقد إجتماعها الإفتتاحي على هامش الدورة العادية الثانية و الثلاثين، لرؤساء الدول والحكومات كما كان مخططًا لها، وأن المشاورات جارية لعقد هذا الإجتماع الإفتتاحي في أقرب وقت ممكن.


وأكد غوتيريس ان حل النزاع ممكن ومع ذلك فإن إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، سيتطلب إرادة سياسية قوية ليس فقط من الأحزاب و الدول المجاورة و لكن أيضًا من المجتمع الدولي، داعيا أعضاء مجلس الأمن و أصدقاء الصحراء، والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة إلى تشجيع المغرب و جبهة البوليساريو على إغتنام الفرصة الحالية المتاحة والإستمرار في المشاركة بحسن نية، ودون شروط مسبقة في عملية المائدة المستديرة التي أطلقها المبعوث الشخصي.



وبخصوص الاتفاقات العسكرية، حث غوتيريس الطرفين على مواصلة حوارهما المثمر مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، والتعاون معها للتوصل إلى قرارات مرضية بشأن الإنتهاكات المعلقة القديمة والحديثة على حد سواء، على النحو المشار إليه في الأنشطة التنفيذية لهذا التقرير و تماشيا مع أحكام الإتفاق العسكري رقم 1، والإتفاقات الأخرى المتعلقة بوقف إطلاق النار في الإطار الثابت، وفي الإحترام الكامل لحياده وإستقلاله للحفاظ على ظروف سلمية ومستقرة على الأرض، أمر ضروري لتوفير مناخ ملائم للعملية السياسية، مؤكدا شعوره بالقلق إزاء أمن و سلامة المراقبين العسكريين الغير المسلحين التابعين للبعثة، ولا سيما شرق الجدار الرملي حيث يظلون عرضة للتهديدات التي تشكلها الجماعات الإجرامية والإرهابية.

Tweet