الصحراء زووم : محمد كنتور

بعد ثلاثة أيام من اللقاءات والمشاورات الحثيثة، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس الثلاثاء، على المرشحين للمناصب القيادية لهيئات الاتحاد.

وكشف رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، خلال مؤتمر صحفي له، عن قائمة الترشيحات التي أظهرت هيمنة لمحور باريس-مدريد-برلين-بروكسيل على القرار الأوروبي، وعلى المؤسسات السياسية والاقتصادية للإتحاد الأوروبي.

ولعل أهم ما ميز التعيينات الجديدة، عودة اسبانيا إلى شغل منصب رئاسة  الدبلوماسية الأوروبية، من خلال ترشيح جوزيب بوريل وزير الخارجية الإسباني على رأس مفوضية السياسة الخارجية في الاتحاد، وهو ذات المنصب الذي سبق  لإسباني آخر أن تولاه وهو خافيير سولانا أن بين 1999 و2009.

ومن المرتقب أن يلقى تعيين جوزيب بوريل ارتياحا في الأوساط السياسية المغربية، خاصة وأن بوريل الذي اختار بعد توليه وزارة الخارجية الإسبانية أن تكون زيارته الرسمية الأولى إلى الخارج إلى المملكة المغربية، لا يخفي دعوته إلى تعميق وتطوير العلاقات بين الإتحاد الاوروبي والمغرب، مؤكدا بأن بلاده ترغب في أن ترتبط المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي بعلاقات أكثر قوة من أجل تكريس المنفعة المتبادلة بين كلا الطرفين، وهو ما ظهر خلال المناقشات والمشاورات التي سبقت مصادقة مؤسسات الاتحاد الأوروبي على الاتفاقيات التجارية المغربية الأوروبية، حين دافعت مدريد بكل قوة عن التصويت على هذه الإتفاقيات.

كما تكمن أهمية تعيين شخصية اسبانية على رأس الدبلوماسية الأوروبية، في كونه الأقدر على فهم طبيعة المصالح الاوروبية مع المغرب وتشابك العلاقات بين الجانبين وارتباطها بملفات الهجرة ونزاع الصحراء، الذي تبدو اسبانيا الدولة الأوروبية الأكثر فهما لطبيعته بحكم تاريخها الاستعماري في المنطقة

Tweet