الصحراء زووم : سيد احمد السلامي

أبرزت صحيفة "لابروفانسيا" الإسبانية الذائعة الصيت الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية وعصرنتها، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي بهذه الاقاليم، وكذا إشراك الساكنة في تدبير الشأن المحلي.

وأبرزت الصحيفة في مقال نشرته في عددها الصادر نهاية الأسبوع، مظاهر العصرنة التي تعرفها هذه الاقاليم والاستثمارات الضخمة التي ضختها الدولة لتحديث وعصرنة البنيات التحتية بالمدينة، وتطوير الخدمات المقدمة في مختلف المجالات، وذلك إيمانا منها بأن التنمية الاقتصادية شرط ضروري لتنزيل الحكم الذاتي المقترح المقدم من المملكة باعتباره الحل الواقعي والعملي لنزاع الصحراء، مشيرة إلى أن برامج التنمية المختلفة، مست مختلف القطاعات مثل الطرق والموانئ والمطارات والطاقات المتجددة وتحلية المياه والبنية التحتية الاجتماعية.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى جهود الدولة لإشراك الساكنة المحلية بالأقاليم الجنوبية في الشأن السياسي داخل المملكة، وكذا تدبير الشأن المحلي بهذه الأقاليم، لافتة إلى أن بها أكثر من 1300 منصب منتخب بالإقتراع العام، بما في ذلك ثلاثة رؤساء إقليميين و37 ممثلاً في البرلمان، بينهم 21 نائبا بمجلس النواب، و 16 مستشارا بمجلس المستشارين، بالإضافة إلى أن كل رؤساء الجماعات الترابية بهذه الأقاليم هم من ساكنة المنطقة.

كما أجرت اليومية الاسبانية، حوارا مع رئيس المجلس الجماعي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد حمدي ولد الرشيد، الذي أبرز أن المنطقة شهدت تطورا كبيرا خاصة منذ إطلاق الخطة التنموية من طرف الملك محمد السادس، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا الإطار والتي مكنت من القضاء على الأحياء العشوائية بشكل نهائي بالعيون سنة 2007.

ولد الرشيد وصف في لقاءه الصحفي بعض المشاريع الحديثة التي أنجزت أو في طور التنفيذ، بأنها تشكل ثورة عمرانية بكل المقاييس مستدلا على ذلك بمشروع الطريق السريع الذي يربط بين مدينتي العيون والداخلة، والذي شارفت الأشغال به على الإنتهاء، وكذا الطريق الذي يربط الأقاليم الجنوبية بأقاليم شمال المملكة، ومرافق تحلية المياه ومعالجة النفايات، والمصنع الكهروضوئي الذي يقع على مشارف المدينة، وجهود تطوير وتحديث المناطق الخضراء، الطرق الكبيرة، الأحياء الجديدة، الأعمال الإنشائية للمكتبة الوسائطية الكبيرة والتي اوشكت على الانتهاء، بالإضافة إلى عديد المرافق الرياضية في جميع أنحاء المدينة، والتي بلغت أكثر من تسعين ملعبا لكرة قدم صغير وحمامات سباحة وصالات رياضية مغطاة، والمفتوحة بالمجان في وجه الساكنة.

ودعا رئيس المجلس الجماعي إلى تعزيز العلاقات بين الأقاليم الجنوبية وجزر الكناري، كما دعا سكان هذه الجزر إلى المجيء إلى الأقاليم الجنوبية للعمل والاستثمار، وتصحيح الصورة المغلوطة لدى بعض الفعاليات المدنية والجمعوية بهذه الجزر حول حقيقية الأوضاع بالأقاليم الجنوبية، بسبب بعض الدعايات المغرضة والمضللة للواقع، لافتا الى ان الصحراويين على ضفتي النزاع تجمعهم علاقات دموية وعائلية وان اطالة امد النزاع عمق الشتات وباعد لم الشمل وصلة الرحم، مؤكدا على ضرورة تغليب منطق العقل والحكمة والإنخراط بالمبادرة الملكية الرامية لتمتيع المنطقو بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية .

من جهته أبرز المستشار البرلماني أحمد لخريف في لقائه بذات الصحيفة جهود المملكة لجلب المستثمرين، بما في ذلك الأسبان، وخاصة الكناريين، مشيرا إلى أن المغرب بلد مستقر، ويشكل بوابة لإفريقيا وأيضاً أوروبا، بالنظر لموقعه الجغرافي الذي يجعله مجالا خصبا لجميع المستثمرين"، مؤكدا بأن الحل الوحيد القابل للتطبيق لحل نزاع الصحراء، هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

Tweet