الصحراء زووم : أحمد الساسي
أفادت وسائل إعلامية مقربة من جبهة البوليساريو أن زعيمها ابراهيم غالي قد أشرف بشكل شخصي في بلدة "آغوينيت" بالقرب من الحزام الفاصل على رئاسة المناورات العسكرية التي استخدمت فيها قواته آليات ومعدات عسكرية ، ودبابات ومدافع ثقيلة.
وذكرت ذات المصادر أن قوات البوليساريو قد انتشرت صباح اليوم على طول الحدود خاصة على مستوى بير كندوز وتشلا وأوسرد والكركرات المتاخمة للجدار العازل، كما أفادت ذات المصادر أن هذه الخطوة التصعيدية تأتي في إطار إعادة الإنتشار الذي وعدت به قيادة البوليساريو بعد انسحابها من الكركرات شهر أبريل من العام الماضي.
ويرى متتبعوا خبايا ملف نزاع الصحراء أن هذه الخطوة تأتي عكس ما تروجه الوسائل الإعلامية، بحيث أجمعت أغلب تحليلاتهم على أن البوليساريو قامت بالمناورات العسكرية في الحدود القريبة من موريتانيا خاصة في منطقة "أغوينيت" ردا على عودة الدفئ للعلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط والرباط، وتحديدا بعد تعيين سفير موريتاني جديد بالمملكة المغربية.
كما أن التقارب الدبلوماسي بين المغرب وموريتانيا لخصه الطلب الأخير الذي تقدمت به موريتانيا للعودة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "اكواس"، والذي يعتبر بمثابة تعبيد طريق لإلتحاق المملكة المغربية بدول المجموعة 15، خاصة وأن اللجنة التنفيذية للاكواس تشترط على المملكة ضرورة تواجد دولة تحدها جغرافيا مع دول المجموعة الاقتصادية.
وفي ذات السياق يرى بعض المراقبين أن هذا التصعيد العسكري بالمناطق الحدودية يأتي رغبة في ضخ دماء جديدة في الملف قبل اقتراب صدور التقرير الأممي شهر أبريل القادم، الشيء الذي سينعكس سلبا على مسلسل المفاوضات التي شرع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة "هورست كولر" التحضيرات لإطلاقها بداية السنة الجديدة.
تصعيد جبهة البوليساريو العسكري يقابله ترقب مغربي ومباركة جزائرية وصمت موريتاني وحياد أممي في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث خلال الأيام القليلة المقبلة.