برنامج وجها لوجه : القضية العادلة و المحامي الفاشل

الصحراء زووم : محمد كنتور

الجميع تابع حلقة الامس من برنامج وجها لوجه و التي خصصت لموضوع " البوليساريو و الامم المتحدة ... بين الثقة و الحذر " حيث كان المحامي والمرافع فاشلا بجميع المقاييس، وكان ادراكه لحيثيات تاريخ ومستجدات نزاع الصحراء تحت الصفر .

فمناكفة رجل خبر نزاع الصحراء من الالف الى الياء، من طينة ابي بشريا يقتضي اعدادا وتحضيرا وشخصية كاريزمية لا تقل شأنا عنه .

قد يختلف المرء مع طرح ممثل جبهة البوليساريو ايديولوجيا وقناعة، لكن لا احد يستيطع ان ينكر انه كان مرتب الافكار سليق اللغة و مقنعا في كثيرا من حديثه، في مقابل من اختيرت للمرافعة عن طرح المملكة، حيث بدت شاردة الذهن و مرتبكة في الكثير من حديثها، الذي لم يكن مقنعا بالمرة وغلبت عليه المغالطات الفجة، التي كان بمثابة هدايا على طبق من ذهب لسياسي مخضرم، نجح في اللعب على اوتارها لتمرير خطابه بكل انسيابية، في مقابل ابتسامة صفراء من الضيفة يتوارى خلفها جهل مركب .

يا عزيزتي المغرب وبشكل رسمي لم يضع تعليق عضوية جبهة البوليساريو كشرط في ملف الانضمام للاتحاد الافريقي، لادراكه ان الخطوة ستضع قبول العودة لكنف الاتحاد على المحك، وهو ما يوضح القصور البين للسيدة الفاضلة في التمييز بين الاستراتيجية و التكتيك ، وهو ما لم تشفع فيه فرنسيتك الهجينة، التي ذبحت لغة مولير من الوريد الى الوريد، ومرافعتك باسم جميع الصحراويين كانت تعميما لا ينطلي على ساذج، فالجميع يدرك ان الصحراويين يتقاسمون وجهتي نظر مختلفين، حتى ولو كان سوادهم الاعظم يشاطرك الموقف الذي اظهرتي وهن حجته بتلعثمك كلامك، وتغاضيك او جهلك للجانب المضيء الذي جعلهم يبايعون الجالس على العرش، ويذودون عن ثوابت الامة و مقدساتها، فالصحراويين في الضفة الاخرى يحتاجون خطابا من نوع اخر يضمن لهم حياة افضل بعيدا عن مخيمات تندوف، لا احد يكرر على مسامعهم لغة خشبية بائدة .

لذلك كان من باب اولى ان تضع المحاورة النقاش في السياق الذي يخدم القضية الوطنية الاولى للمغاربة، لا الدخول في متاهات، جر اليها ممثل الجبهة الضيفة ومقدم البرنامج جرا ، ليختصر النقاش في الزاوية التي اختارها وارتضاها، وهذا علم اخر الاكيد ان ممثلتنا العزيزة لا تعرف ابجدياته فما بالك  الالمام به .

من المسلم به ان قناة فرانس 24 تحظى بمتابعة الملايين في الوطن العربي، و مثل هذه النماذج تقدم صورة غير مشرفة عن المؤيدين للطرح المغربي، الذين بنو قناعاتهم على واقع لا يخفيه غربال التعميم و التعتيم، من نموذج تنموي يحتذى وينمو خطوة خطوة في قلب جميع مدن الصحراء .
وليبقى اللافت و المثير و الذي يحتم التساؤل عن فحواه ودواعيه ما الذي يحدث داخل قيادة الجبهة، وما الذي تغير في اجندتها، وهي التي كانت تتعالى عن مجادلة الصحراويين والدخول في حرب بينية، تضع الصراع في خانة النزال الافقي، و الوقائع و الشواهد على ذلك كثيرة، وهي نقاط ضعف تسجل على الجبهة لا لها .

ومن جهة اخرى من المسؤول عن اختيار الضيوف الذين يدافعون عن طرح المملكة التي بات يتحتم عليها اختيار ممثليها بعناية اكثر لان بمثل هذه الوجوه نسيئ لقضية عادلة تحتاج محام ناجح لا اكثر  ؟؟