الصحراء زووم : مولاي إبراهيم أباعلي
إن الحديث عن أعلام أو أقطاب مرحلة معينة أمر يجد راهنيته ووجهاته في انه لا يمكن مواجهة حاضر أو استشراف مستقبل دون معطيات الماضي و أحداثه التي تصنع الحاضر و تستشرف المستقبل و تنير الدرب للأجيال خصوصا إذا كان هذا الماضي مشرفا و مشرقا و هو أمر يجد فيه المجتمع الصحراوي سلواه بتخليد تاريخ المنطقة لأسماء رجال عظام وسمت أفعالهم الجليلة و مناقبهم العطرة تاريخ المنطقة في مقارعة المستعمر و دفع الظلم و النيل من المعتدي و لعل اسم محمد الخليل الرقيبي السيد في قومه و الشريف نسبا و النبيل فعلا في مجتمعه ابلغ مثال عن هذا النوع من الرجال الذين باعوا دنياهم من اجل أخرتهم قاوموا و دافعوا و جاهدوا من اجل أوطانهم لم ينتظروا شكرا من احد ولعل مناطق أدرار و تيرس و زمور و غيرها من الربوع الأخرى لا تزال تحتفظ بآثارهم وإبداعاتهم و صولاتهم و جولاتهم .
محمد الخليل الرقيبي الموساوي رمز من رموز قبيلة الرقيبات عموما و أولاد موسى خصوصا شخصية ملأت الدنيا و شغلت الناس رمز للمقاومة و الفداء و الذود عن حمى الوطن وقد وافته المنية سنة 1913 وذلك بعدد ان صقل وأنار الطريق لجيل من المجاهدين و المقاومين سطروا ملاحما في الإباء و الصمود ضد المستعمرين الفرنسي والإسباني أمثال احمد الحمادي و إسماعيل ولد الباردي وعلي ولد ميارة ومحمد سيد أحمد وحمودي ولد الداف و بيبيه ولد افريط وأمثلهم كثر ممن تزعمو المعارك الحربية لحماية الوطن ومن الذين قادوا معارك خالدة و من هذه المعارك معركة لبيرات و معركة الكلب لخضر و معركة واد التكليات و غيرها من المعارك الأخرى التي كانت خطط و نصائح محمد الخليل رحمه الله بادية فيها بشكل لا تخطئه العين .
ان محمد الخليل بكل ما يمثله من عنفوان و ألق و مروءة سطر أحداث جسام على مر تاريخه الشخصي حفظت في الوعي الجمعي للساكنة قبل بطون الكتب و المراجع وهو يبقى بذلك رمز من الرموز التي ينبغي العناية بها خصوصا أن الرجل لم يكترث كثيرا للحدود الجغرافية فأرض البيظان من أقصاها إلى أقصاها تحكى وتروي وتتغنى بأمجاد الرجل لقد كان الرجل عظيما بكل المقاييس في زمن كان للعظمة قيمة ومعنى .