الصحراء زووم : محمود الركيبي
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أمس الاربعاء بالتازار ديوجو كريستوفاو السفير الجديد لجمهورية أنغولا، الذي قدم نسخًا من أوراق اعتماده كسفير فوق العادة ومفوض لانغولا بالمغرب.
وكان وزيرا خارجية البلدين ناصر بوريطة ومانويل ديمنغو أوغستو، قد أعلنا العام الماضي على هامش الزيارة التي قام بها الوزير الأنغولي للمغرب على رأس وفد حكومي، عن العودة الرسمية للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأنغولا بعد قطيعة دامت ربع قرن بسبب موقف هذه الأخيرة من نزاع الصحراء ودعمها لجبهة البوليساريو.
عودة العلاقات المغربية الانغولية تمثل جزءا من الإختراقات الديبلوماسية التي حققتها الديبلوماسية المغربية، في صفوف جبهة الدول الحليفة تاريخيا للجزائر، خاصة في جنوب وشرق القارة الافريقية، والتي لطالما كانت تعتبر أحد القلاع الداعمة لجبهة البوليساريو،
اختراقات ديبلوماسية هامة حققتها المملكة منذ قرارها بالعودة إلى الاتحاد الافريقي، تهدف إلى تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع بلدان القارة، والتي تأتي تتويجا لاستراتيجية التغلغل التدريجي التي نهجها المغرب تجاه هذه القارة منذ سنوات، مراهنا في ذلك على عدة مداخل على رأسها المدخل الاقتصادي، والذي أظهر نجاعته في مد جسور التعاون مع بعض العواصم الأفريقية المؤثرة، كما تأتي في الوقت الذي يشهد نفوذ الجزائر التقليدي بعدد من العواصم الأفريقية تراجعا ملحوظا، وذلك بسبب انكفاء الديبلوماسية الجزائرية، والأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد المرتبطة بانخفاض أسعار البترول، وكذا انشغالها بترتيب أوضاعها الداخلية، منذ تفجر الاحتجاجات التي أسقطت نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.