الصحراء زووم _ سيدي محمد ولد الرشيد .. على قدر العزم تأتي العزائم

 



أضيف في 15 أبريل 2024 الساعة 19:21


سيدي محمد ولد الرشيد .. على قدر العزم تأتي العزائم


الصحراء زووم : عبد القادر داود

عبر حزب الاستقلال بر الأمان باجتياز أكثر المراحل دقة في الطريق إلى المؤتمر العام الثامن عشر المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، وذلك بعد الإجماع الذي حصل خلال المصادقة على التعديلات المقترحة من اللجنة التحضيرية الوطنية، وتحديدا أشغال اللجنة القانونية المنبثقة عنها.

أشغال كان ختامها مسك بعد أن حمل سيدي محمد ولد الرشيد على الأكتاف، والحناجر تصدح بالنشيد الخالد للحزب، وتهتف باسم هذا القيادي البارز وتحيي أدواره الطلائعية في إنجاج مختلف المحطات والاستحقاقات التي عرفها الحزب، في تجل واضح للإعتراف بدوره المحوري، وفي رسالة جلية للمكانة التي بات يحظى بها هذا الشاب القادم من عاصمة الصحراء في وجدان كل الاستقلاليين والاستقلاليات.

هذا المشهد الرمزي الذي يحق لأبناء وبنات الصحراء أن يفخروا به، وتشرئب أعناقهم لتناطح عنان السماء وهم يتابعونه، يدل على أنه مهما كان المسار صعبا ومهما بلغت التحديات ومطبات الطريق فإمكانية الوصول قائمة بالجهد والمثابرة، ولا يختلف اثنان أن هذا المشهد يخدم التوجهات الكبرى لكسب رهان قضية الصحراء على المستوى الإستراتيجي، ويعكس حضور ساكنة الصحراء في تدبير الشأن الحزبي، وهو ما يستدعي لزاما تلقفه ودعمه والشد على أيادي صناعيه.

مشهد استثنائي جسد وبكل وضوح قوة وحضور قيادة ونخب الصحراء بضمير الأمة الحزب الوطني العريق الذي يقام له ويقعد، وهي مكانة لم تكن أبدا وليدة الصدفة ولم تأتي من فراغ بقدر ما كانت ثمرة عمل وبناء قاعدي تواصل على مدى ردح من الزمن، تمرس خلاله قادة الحزب القادمين من فيافي الصحراء، واشتدت بهياكله سواعدهم وبات لهم القول الفصل دون إقصاء أو انفراد بالقرار، بل من بوابة التوافق والعلاقات السياسية والإنسانية المتجذرة مع مناضلي ومناضلات الحزب، دون حسابات ضيقة أو مركبات نقص أو نظرة استعلاء .

يطوي اليوم حزب الاستقلال مرحلة مفصلية وحاسمة بعمره السياسي بمشهد سيظل راسخا بالأذهان، نظير الصورة التي قدمها قادة الحزب للخصوم قبل الأصدقاء، في صورة تعيد للعمل الحزبي النبيل وهجه وعنفوانه بعد أن أطفأت الصراعات جذوته، وبعد أن تسيدت الشعبوية المشهد في العقد المنصرم، مقدمة صورة قميئة ومنفرة عن الإنتماء الحزبي، في خضم هذا الواقع ينجح حزب الاستقلال برفع التحدي وكسب الرهان حتى قبل انعقاد المؤتمر، ضاربا موعدا استثنائيا مع التاريخ للبصم على محطة غير مسبوقة بمساره التليد المرصع بالأمجاد.

لقد راهن البعض على أن تنزلق الأمور بضمير الأمة لحافة الهاوية وأن تهيمن الاصطفافات والاستقطابات الحادة على المشهد، بيد أن حكماء الحزب كانوا عاقدين العزم بدواخلهم على تفويت الفرصة عليهم، والسمو على اختلاف الرؤى وتباين الأطروحات واضعين نصب أعينهم وحدة الصف والحفاظ على لحمة البيت الدخلي، باعتبارها أسمى الغايات وأنبل الأهداف والمرامي، فيما بقي ما دون ذلك تفاصيل صغيرة تفاصيل قطعت الطريق على شياطين السياسة للعب على اوتارها، وهو ما عكسه التدبير المحكم والمثالي لهذه المحطة المفصلية، من خلال ممارسة فن الممكن، دون الإنحدار لمنطق الربح والخسارة، فكانت التنازلات على قدر مكانة وقيم الحزب في وجدان قيادته ومناضليه، ليكون الرابح الأكبر والمنتصر الوحيد في كل هذا ودون منازع هو حزب الاستقلال .

لقد شكل حضور القادمين من الصحراء في رسم هذه الصورة الجميلة نضالا وممارسة للسياسة، مبعثا للفخر والإباء، زادها جمالا وحبكة تزامنها وترؤس النائب البرلماني عن إقليم العيون الاستقلالي الرمز السيد مولاي حمدي ولد الرشيد لرئاسة جلسة مجلس النواب الأخيرة.

يحدث كل ذلك فيما لازال البعض يركن لتأثيث المشهد السياسي ويقبل على نفسه أدوارا ثانوية متقوقعا في خانة المفعول به، فيما البعض الآخر يحزم الحقائب ليشد الرحال لوجهة حزبية جديدة دون انتماء فكري أو بوصلة سياسية موجهة، بحثا عن مكانة قد لا يجدها لنواقص ذاتية أكثر مما هي اكراهات موضوعية.

لقد شكلت محطة المصادقة وبالإجماع على أشغال لجنة القوانين المنبثقة عن اللجنة التحضيرية الوطنية تجسيدا واضحا وجليا لا تخطئه العين، أن حزب الاستقلال مدرسة حزبية وطنية عريقة، لا صوت يسمو داخلها عن دستور وقانون الحزب، ولعل المعركة السياسية التي خاضها ولد الرشيد لتثبيت شرط العضوية بالمجلس الوطني لولايتين متتاليتين تحمل دلالات عميقة، أولها أن المنظومة القانونية خط أحمر، وثانيها أن التدرج بهياكل وتنظيمات الحزب ممر إجباري لا مناص منه، وثالثها أن القفز بالزانة للوصول لصناعة القرار لا مكان له بثقافة وقيم الحزب.

يطوي إذن حزب الإستقلال وبكل اقتدار هذه المرحلة العصيبة وذاكرة الاستقلاليين والاستقلاليات تحفظ لكل دوره ومن موقعه في تكريس التوافق والذود عن قيم ومكانة الحزب قادة وقواعد، وعلى قدر العمل يكون الجزاء في حصد المكاسب السياسية المستحقة مستقبلا، فشتان بين من بذل فكره وجهده ووقته واستنفذ طاقته في تقريب الرؤى والتوجهات، وبين من كان يحمل معاول الهدم والعرقلة، أو اختار الركون للصمت والرضى بموقع المتفرج.

لقد خرج حزب الاستقلال من هذا الإختبار أقوى من ذي قبل، وهو ما ستثبته لا محالة أشغال المؤتمر العام المقبل الذي باتت طريق نجاحه معبدة بالورود، وقيادته المرتقبة محاطة بهذا الدعم الإستثنائي والتاريخي، موحدة ومتراصة لتحقيق الآمال والتطلعات الملقاة على عاتقها، وفاء لعهد المناضلين والمناضلات الذين تحملو ما تنوء بحمله الجبال طيلة الفترة الماضية، لصون هذا التاريخ والمجد التليد.

 وعلى قدر العزم تأتي العزائم ...





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
افتتاح أكبر مسجد بالصحراء في السمارة
هام : هذه هي تواريخ إيداع ملفات الترشيح لإمتحانات الباكالوريا أحرار
إرتباك في حزب الإتحاد الدستوري بعد إنضمام العشرات من مناضليه لحزب الإستقلال بالعيون
الصحراء زووم تعزي قبيلة الشرفاء الرگيبات في وفاة المرحوم الشريف عبداتي ولد ميارة
بلدية المرسى وبلدية "ميري" يوقعان إتفاقية توأمة وتعاون
بعد تقاعس وكالة الحوض المائي ومندوبية الفلاحة بلدية العيون تتدخل لإنقاذ الساكنة من الناموس
إستثمارات تقدر بثمانية ملايين درهم لحماية مدينة كلميم من الفيضانات
مدينة أسا تحتضن الملتقى الجهوي حول الواحات نهاية الاسبوع الحالي
التصوف السني ودوره في تحصين الأمة موضوع ندوة علمية بالعيون
انطلاق عملية تسجيل الحجاج الذين تم اختيارهم عن طريق القرعة ابتداء من خامس يناير المقبل